أدى رفض النظام السوري المتواصل تسهيل عودة اللاجئين السوريين، إلى دفع السلطات اللبنانية لتكثيف جهودها لترحيلهم. وكشفت الحكومة اللبنانية مؤخرا- رغبة منها في الحفاظ على الزخم وحشد الدعم المحلي- عن خطة لتسليم السجناء السوريين في سجونها إلى سوريا. ومع أن هذه الاستراتيجية تستند إلى الأطر القانونية القائمة والاتفاقات الثنائية مع سوريا التي تسمح بإعادة المعتقلين إلى وطنهم، إلا أن تاريخ النظام السوري الحافل بالانتهاكات، أثار المخاوف من أن تتعرض حياة العائدين للخطر.
وقد أثارت هذه الخطوة الخوف في أوساط اللاجئين السوريين ومن هم داخل السجون نفسها. وفي شهر مارس/آذار، وحتى قبل الإعلان عن الخطة، هدد أربعة سجناء بإيذاء أنفسهم، معربين عن تفضيلهم الموت على أن يتم تسليمهم للنظام السوري.
علاوة على ذلك، فإن العدد الصغير نسبيا من السجناء السوريين الذين تنطبق عليهم شروط التسليم ضئيل بالمقارنة مع عدد اللاجئين في البلاد. ونتيجة لذلك، تتزايد الأصوات التي تشكك في شرعية هذه الخطة وما تحمله من مخاطر وتشكك في الدوافع الحقيقية وراءها.
حملة تسليم المجرمين في لبنان
أطلقت وزارة الداخلية اللبنانية "خريطة طريق" في 5 مارس/آذار لإعادة تقييم الوضع القانوني للاجئين السوريين ووضع آليات لتسهيل عودتهم. واستنادا إلى هذه المبادرة واستغلالا للمشاعر المناهضة للسوريين التي تتزايد في البلاد، عقد رئيس الحكومة المؤقتة نجيب ميقاتي اجتماعا في 23 أبريل/نيسان مع مختلف الوزراء والمسؤولين الأمنيين والسلطات القضائية لمعالجة قضية السجناء والمحكومين السوريين.
ولم يكن مفاجئا أن يخلص الاجتماع إلى أن حل مشكلة المعتقلين السوريين يكمن في تسليمهم إلى سوريا. وعليه، عُهد للعميد إلياس البيسري، مدير عام الأمن العام بالوكالة، أن يتواصل مع السلطات السورية لتسهيل هذه العملية. وتعزيزا لهذا التفويض، اتصل ميقاتي مع نظيره السوري حسين عرنوس بعد الاجتماع ليبلغه بمهمة البيسري.