أعادت المواجهات الجماعية/العرقية الأخيرة بين المهاجرين الأتراك والأكراد في مدينتي لوفن وهيوسدن البلجيكيتين، وما تسببت فيه من قلق واستنفار أمني، مخاوف السلطات الحكومية من إمكانية خروجها عن السيطرة، خصوصا أنها توسعت من "موقعة" واحدة جرت في بلدة شمالي البلاد، إلى مناطق مختلفة منها، بما فيها العاصمة بروكسل، ولعدة أيام. كذلك توجست الأجهزة الأمنية البلجيكية من إمكانية استمرار الأحداث وتطورها، كما حدثت مرارا في أكثر من دولة أوروبية خلال السنوات الماضية.
الحادثة بدأت حينما اعترض عدد من الشبان الأتراك قافلة عائلات كردية محتفلة بمناسبة "عيد النوروز" في مدينة لوفن، طالبين منهم إنزال الصور والأعلام واللافتات الكردية، تطور الأمر سريعا إلى إطلاق النار على المحتفلين، جُرح على أثره خمسة منهم، وحُصر المتبقون في مكانهم لقرابة ساعة، إلى أن تدخلت قوات الأمن والشرطة. بعد ساعات قليلة انتشرت أنباء عن هجوم مجموعة من الأتراك على منازل المهاجرين الأكراد في الأحياء القريبة من مكان الحادثة، فتجمع المئات من الأكراد المقيمين في الجوار، وحدثت مواجهات عرقية في أكثر من مدينة خلال الليلة نفسها، استعمل المتواجهون خلالها الحجارة والعصي والشعارات العنصرية. في اليوم التالي تدافع عشرات الآلاف من الأكراد إلى وسط العاصمة بروكسل، رافعين الأعلام والشعارات الكردية، وهددوا بتنظيم عصيان وسط المدينة، فيما تعهدت السلطات المحلية بملاحقة المتسببين وتقديمهم للقضاء.
طوال السنوات الماضية، شهدت عدة دول أوروبية أحداثا مشابهة، خصوصا الدول المركزية الأربع، ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا، حيث تنتشر جاليات تركية وكردية كبيرة للغاية، تقدرهم الإحصاءات بأكثر من 3 ملايين تركي/كردي في ألمانيا وحدها، وقرابة مليون واحد في كل من الدول الأخرى.