ما قبل حرب إسرائيل في غزة ليس كما بعدها، تلك هي المسألة الأساسية التي باتت تحكم الوضع الفلسطيني، وتوجهات الأطراف الدولية والعربية المعنية أو الفاعلة، في شأن مستقبل التمثيل والكيانية والحركة الوطنية الفلسطينية، وبالطبع فإن تلك العبارة تشمل أيضا إسرائيل، وشكل العلاقات بينها وبين الأطراف العربية وطبيعة النظام الإقليمي.
مشكلة الفلسطينيين بعد الحرب أنهم الطرف الأكثر ضعفا وتأثرا وخسارة، فهم في حالة نكبة غير مسبوقة، إذ تم تدمير مجتمعهم في غزة، وتجريف عمرانهم عبر التاريخ، وهما أمران لا يمكن تعويضهما في المدى المنظور، بخاصة مع وضع مليوني فلسطيني في حالة كارثية، بكل معنى الكلمة مع فقدانهم البيت وفرص العمل والموارد. هذا دون أن نتحدث عن محاولة إسرائيل خلق واقع يدفع مئات ألوف الغزيين للتشرد، بإخراجهم من غزة، بطريقة أو بأخرى.