تُعتبر زراعة شجرة الكاكاو استثمارا طويل الأمد، وهي مصدر دخل قومي لدول عدة، وتتركز زراعتها في الدول القارية الصالحة تربةً ومناخاً لمثل هذه الزراعات. فما يزيد قليلاً عن نصف الإنتاج العالمي للكاكاو، كان يأتي قبل الأزمة الحالية من حقول وغابات ساحل العاج، مع إنتاج سنوي يقدر بـنحو 2,2 مليون طن، ومعها غانا بإنتاج يصل إلى 1,1 مليون طن، من أصل 6,5 ملايين طن تنتج عالمياً، أما حصة الدول العربية منها فصفر لعدم ملاءمة المناخ والتربة لزراعة هذه الشجرة.
تتركز غالبية الإنتاج غرب القارة الأفريقية بنسبة 60 في المئة، وتمتد ليصل إلى البرازيل (274 ألف طن سنوياً) وجمهورية الدومينيكان (72 ألف طن سنوياً) في الأميركيتين الجنوبية والشمالية.
الإرتفاع الجنوني أخيرا، في أسعار الكاكاو عالمياً الذي انتقل من 2823 دولاراً للطن في أبريل/نيسان 2023 ليصل إلى 9773 دولارا للطن الواحد في أبريل/نيسان 2024، رفع فاتورة الإستهلاك العالمي للكاكاو إلى 63 مليار دولار، في مقابل 18 مليار في السنوات المنصرمة. ومع إضافة تكلفة تصنيع الشوكولاته، وأعباء النقل والتسويق وغيره، تقترب فاتورة استهلاك الشوكولاته عالمياً إلى نحو 120 مليار دولار سنوياً، حصة السوق الأوروبية منها النصف تقريباً، بينما لا توجد إحصاءات دقيقة لمجموع استهلاك العالم العربي، بيد أن دول مجلس التعاون الخليجي تعتبر وجهة أساسية لمصدري الشوكولاته ذات العلامات التجارية العالمية المرتفعة الثمن.
مصنعو الشوكولاته يتقشفون
يؤرق كابوس ارتفاع اسعار الكاكاو مصنعي الشوكولاته في العالم، وهم مدركون أنه لن ينتهي قريبا بدليل استمرار تعثر إنتاج الكاكاو في غرب أفريقيا على خلفية عوامل المناخ، الأمر الذي دفع المصنعين الكبار إلى حيل وحلول يمكن أن تخفض التكلفة، على نحو لا يهدد ارتفاع أسعار مبيعاتهم ومصير شركاتهم.
وتوقعت المنظمة الدولية للكاكاو أن ينخفض إنتاجه العالمي بنسبة 10,9 في المئة، ليصل إلى 4,45 ملايين طن متري هذا الموسم، علما أن السوق الدولية لم تشهد عجزا في 4 سنوات متتالية منذ أواخر ستينات القرن الماضي، وفق بيانات المنظمة.