رغم مرور سبعة أشهر على الحرب المستعرة في الجنوب اللبناني بين "حزب الله" وإسرائيل، لم يصدر بعد عن الحكومة اللبنانية أي رقم رسمي بعدد النازحين. إلا أن الإعلام اللبناني يتداول أرقاما تقريبية ويُجمع على أن العدد تخطّى عتبة المئة ألف. وهو رقم يرتفع وينخفض يوميا، تبعا لوتيرة المعارك.
وتظهر جولة ميدانية لـ "المجلة"، أن المناطق التي تقع جغرافيا على الضفة الشمالية لنهر الليطاني- كون الحرب تدور في مناطق الضفة الجنوبية- تُؤوي القسم الأكبر من النازحين، وفق خريطة انتشار تشمل أقضية: النبطية والزهراني وصور، امتدادا نحو صيدا وجزين، وصولا إلى بيروت وجبل لبنان والبقاع.
وبحسب الأرقام المتداولة، يستضيف قضاء صور ما يقارب 30 ألف نازح، وناهز عدد النازحين في قضاء النبطية 26 ألفا، ولجأ إلى قضاء صيدا ما يفوق 14 ألفا، وأقل من ألف نازح إلى قضاء جزين، ووصل عدد النازحين في أقضية الجبل إلى 17 ألفا، تتركز غالبيتهم في قضاء بعبدا (الضاحية الجنوبية)، وأكثر من ألفين في أقضية البقاع، وفي بيروت نحو سبعة آلاف، وهناك قرابة ستة آلاف شخص اختاروا النزوح داخل منطقة جنوب النهر، فانتقلوا إلى قرى آمنة نسبيا في قضاءي حاصبيا ومرجعيون. أما الباقون فيتوزعون على مناطق متفرقة في المحافظات اللبنانية.
وتبعا لخريطة الأرقام، يتشارك العدد الأكبر من النازحين الإقامة مع أقاربهم في منازلهم. وعدد لا بأس به يُقيم في منازل مقدمة مجانا. وعدد قليل في منازل أخرى يملكونها. ويُقيم 20 في المئة منهم في منازل مستأجرة معظمها غير مفروش، ونحو خمسة في المئة اضطروا للإقامة في مراكز إيواء.
أغلب النازحين يشكون من تقاعس الحكومة اللبنانية عن متابعة شؤونهم. وقد خصصت خطة النزوح التي أطلقتها في بداية الحرب مبلغ 140 دولار شهريا للعائلة النازحة. ومع تزايد أعداد النازحين صارت تُصرف المساعدة كل شهرين، ثم تقلصت بشهادة نازحين إلى 100 دولار وبحسب "التيسير"، وقد حصل النازحون على حصة أو حصتين غذائيتين على الأكثر منذ بداية الحرب، مع تقصير كبير لناحية تلبية حاجات العيش الأساسية، مثل: أدوات الطبخ والتنظيف والأثاث البسيط والأغطية والملابس وغيرها، وكان وزير البيئة ناصر ياسين قد أنذر مع بداية الحرب، أن لبنان بحاجة إلى 73 مليون دولار لتأمين الاحتياجات الأساسية للنازحين. لكن صوت الإنذار ضاع في خضم الفوضى السياسية والأمنية التي يعيشها لبنان.