لطالما رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه قائدا حربيا لا مجرد سياسي، لذا سيرى في حرب غزة لحظة حاسمة في حياته. فدافعه الرئيس منذ أن ظهر أول مرة كواحد من السياسيين الإسرائيليين الرئيسين في جيله خلال التسعينات، وحتى اليوم وقد بلغ 74 عاما، هو الدفاع عن إسرائيل، سواء ضد المسلحين الفلسطينيين أو "الملالي" في إيران، حسب اعتقاده.
ويقال إن هوس نتنياهو بالمخاوف الأمنية لإسرائيل ووضعها فوق كل اعتبار، وحتى على حساب التوصل إلى تسوية سلمية مع جيران إسرائيل العرب، ينبع مما عاناه شخصيا من مأساة عميقة عقب مقتل شقيقه يوناتان عام 1976، إثر مشاركته في غارة كوماندوز إسرائيلية جريئة، هدفت لتحرير رهائن إسرائيليين احتجزهم مسلحون فلسطينيون وألمان في مدينة عنتيبي الأوغندية. فتم إنقاذ 102 رهينة من الرهائن الـ106، غير أن جنديا إسرائيليا واحدا لقي مصرعه، وهو يوناتان نتنياهو.
وهذه الغارة التي نفذتها وحدة النخبة في القوات الخاصة الإسرائيلية (سيريت متكال)، وسميت "غارة عنتيبي"، اكتسبت مكانة مميزة في إسرائيل بسبب طبيعتها ومكان وطريقة تنفيذها. فمعظم عمليات القوات الخاصة الإسرائيلية تنفذ بالقرب من البلاد، أما شن عملية إنقاذ في دولة أفريقية بعيدة فمثّل سابقة في مواجهات إسرائيل في أي مكان في العالم.
ومع أن "بيبي" خدم في وحدة القوات الخاصة نفسها التي خدم فيها شقيقه، فإن ثمة شكا خفيا في أن الزعيم الإسرائيلي يعيش دوما في ظل أخيه البطل الذي يكبره سنا، وأن أجندته السياسية المتشددة هي طريقته للتعويض عن مقتل أخيه.
من غير المرجح أن يكسب نتنياهو الكثير من الأصدقاء على الساحة العالمية، وهو يتبع هذا النهج المتشدد
تجربة عنتيبي
ومن المؤكد أن تجربة عنتيبي كانت الدافع الذي يقود نتنياهو منذ ذلك الوقت، كما أنها شكلت بلا ريب طريقة استجابته للقضايا الإقليمية الرئيسة. فعداء نتنياهو العميق لكل من العالم العربي وإيران جعله يتبنى خططا سياسية يراها حتى بعض أنصاره متطرفة. وبدلا من محاولة مواصلة حوار السلام مع الفلسطينيين، فضل عليه تقديم الدعم الفاعل لأنشطة المستوطنين الإسرائيليين غير الشرعيين في الضفة الغربية، الذين تزايدت أعدادهم بشكل كبير خلال العقود الثلاثة التي هيمن فيها نتنياهو على المسرح السياسي في إسرائيل.
وبعد انهيار اتفاقات أوسلو- وهي معاهدة السلام التي وقعها كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين وزعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات عام 1993- لم تبذل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة برئاسة نتنياهو إلا جهدا ضئيلا لإحياء عملية السلام التي أطلقتها تلك الاتفاقات، وهدفت في مآلها الأخير إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وعلى نحو مماثل، فإن المواجهة الطويلة الأمد بين نتنياهو وإيران بشأن طموحاتها النووية أدت به إلى إطلاق تهديداته المستمرة بمهاجمة الجمهورية الإسلامية منعا لحصول آيات الله على ترسانة من الأسلحة النووية.
الآن، وبعد الهجوم الذي شنه مسلحو حركة "حماس" المدعومة من إيران على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وأدى إلى مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز ما يقدر بنحو 250 رهينة أخرى، يجد نتنياهو نفسه وقد تبوأ صدارة المشهد في لحظة من أخطر اللحظات في تاريخ إسرائيل. فلم يجد الإسرائيليون أنفسهم في مأزق خطير كهذا، منذ حرب يوم الغفران عام 1973، حين شن تحالف من الدول العربية هجوما مفاجئا على الدولة اليهودية. وإلى جانب قتال الإسرائيليين ضد مسلحي "حماس" في غزة التي تعهد نتنياهو بمحوها من على وجه الأرض، يجد الإسرائيليون أنفسهم أيضا يقاتلون على عدد من الجبهات المتنوعة الأخرى. فقد شنّ "حزب الله"- وهو جماعة أخرى مدعومة من إيران- سلسلة من الهجمات على شمال إسرائيل، فأدى إلى فرار عشرات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم إلى الجنوب بحثا عن ملاذ آمن.
وفي الوقت نفسه، أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن، المدعومون أيضا من طهران، عن عزمهم تعطيل الشحن المتجه إلى إسرائيل، إلى جانب "الحرس الثوري" الإيراني، الذي يسيطر على شبكة واسعة من الجماعات المسلحة في جميع أنحاء المنطقة، وينشط سعيا منه لإبقاء الضغط على إسرائيل متواصلا.
والواقع أن سعي إسرائيل لإحباط أنشطة "الحرس الثوري" الإيراني بلغ ذروته مع تفجير القنصلية الإيرانية في دمشق أول أبريل/نيسان، وأدى إلى مقتل الكثير من كبار قادة "الحرس الثوري" الإيراني، واتهمت إسرائيل على نطاق واسع بأنها وراءه. فشنت إيران، ردا على هذا الهجوم، هجوما غير مسبوق بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل ليلة 13 أبريل/نيسان. وهذه هي المرة الأولى التي تشن فيها الجمهورية الإسلامية هجوما مباشرا على إسرائيل منذ ثورة 1979.
قلق من حرب كبرى
تزايدت المخاوف من أن الصراع الذي بدأته "حماس" بهجومها في أكتوبر الماضي قد يتطور إلى حرب كبرى في الشرق الأوسط بعد أن ترددت على نطاق واسع أنباء عن أن إسرائيل ردت على القصف الإيراني بشنها هجوما على مدينة أصفهان الإيرانية، وهي المدينة التي يعتقد أنها تضم منشآت البرنامج النووي الإيراني الرئيسة.
وفي الوقت الذي يندر أن تؤكد فيه إسرائيل تورطها في عمليات عسكرية في الخارج، أوضح نتنياهو في وقت سابق أن إسرائيل سترد على الهجوم الإيراني. وشدد في محادثاته مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، على أن إسرائيل تحتفظ بحقها في "اتخاذ قراراتها بنفسها" في مسألة الرد على العدوان الإيراني، وأن حكومته "ستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن نفسها".
ومن غير المرجح أن يكسب نتنياهو الكثير من الأصدقاء على الساحة العالمية، وهو يتبع هذا النهج المتشدد في التعامل مع إيران ومسلحي "حماس" في غزة. ومن غير المرجح أيضا أن تلقى معارضته الصلبة لقيام دولة فلسطينية مستقلة قبولا لدى حلفاء إسرائيل، وهي السبيل الوحيد لحل القضية الإسرائيلية الفلسطينية، كما يعتقد كثير من القادة الغربيين، بمن فيهم الرئيس الأميركي جو بايدن.
يرجع نجاح نتنياهو إلى قدرته على إقناع الناخبين الإسرائيليين بأنهم لم يكونوا في يوم أكثر ثراء وأمانا كما هم عليه في ظل حكمه
لكن هذا القدر من قرار نتنياهو في الحفاظ على أمن إسرائيل، وهو التزام أكسبه لقب "السيد الأمن" في الدوائر السياسية الإسرائيلية، سيجعله يعتقد أنه يحقق ببساطة ما انتدبه القدر له كزعيم إسرائيلي انتخب كي يحافظ على سلامة شعبه.
ومن المؤكد أن نتنياهو يحب أن يرى نفسه "داود العصر الحديث"، ملك إسرائيل الشاعر المحارب الذي أمّن مكان شعبه في أرض إسرائيل، مؤمنا أنه يجد نفسه الآن في موقف داود نفسه، حيث لا مفر من شن المعركة من أجل بقاء أمته.
كما أن نهج نتنياهو يضعه في مصاف قادة الحرب الإسرائيليين في العصر الحديث، مثل موشيه ديان، الذي مكنته قيادته للجيش في حرب الأيام الستة عام 1967 من تأمين نصر حاسم أدى إلى تغير مشهد الشرق الأوسط الحديث.
من المؤكد أن ظهور نتنياهو كقائد حرب في إسرائيل يمثل تحولا كبيرا في حظوظه السياسية، التي تدين بالكثير لعودته المفاجئة في الانتخابات العامة الأخيرة في إسرائيل عام 2022. وقبل ذلك، كان نقاده السياسيون، من اليمين واليسار، قد سارعوا إلى كتابة نعيه السياسي بعد أن أُجبر على ترك منصبه بسبب تهم فساد بعد أن قضى 12 عاما كرئيس للوزراء.
وفي الواقع، لا يزال نقاده يؤكدون أن السبب الوحيد لعودة نتنياهو إلى الخط الأول في السياسة الإسرائيلية، هو أنه رأى في العودة أفضل وسيلة تمنحه الحصانة من الملاحقة القضائية.
ومع أن نتنياهو ادعى بعد فوزه المفاجئ في الانتخابات أنه سيشكل حكومة وحدة وطنية، سيمثل فيها جميع الإسرائيليين "دون استثناء"، إلا أنه انتهى إلى تشكيل واحدة من أكثر الحكومات اليمينية في تاريخ البلاد. وهذا يعني أن الحكومة الإسرائيلية، على الرغم من الادعاءات بأن إسرائيل تخوض صراعا وجوديا من أجل البقاء، فإنها تجد نفسها على نحو متكرر هدفا لمظاهرات واسعة النطاق يطالب فيها المتظاهرون بإقالة نتنياهو من منصبه. إلا أن "الملك بيبي"، كما يناديه أنصاره، مع ما يواجهه من معارضة صاخبة، لا يزال يحتفظ بمظهره المهيمن على المشهد السياسي في إسرائيل. ولا يزال الزعيم الأطول خدمة في البلاد، بعد أن حقق رقما قياسيا في خمسة انتصارات انتخابية وتولى منصبه ست مرات، أي أكثر من أي رئيس وزراء آخر في تاريخ البلاد الذي يمتد 76 عاما.
"سيد أمن" والناخبون
يرجع نجاح نتنياهو في معظمه إلى قدرته على إقناع الناخبين الإسرائيليين بأنهم لم يكونوا في يوم أكثر ثراء وأمانا كما هم عليه في ظل حكمه، وإلى عمله الدؤوب في غرس صورته كأفضل شخص مؤهل لحماية أمن الشعب الإسرائيلي.
ومع ذلك، فقد هشم هجوم "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول صورة نتنياهو الأمنية، وتعرض رئيس الوزراء لتدقيق داخلي وانتقادات متزايدة منذ ظهور تقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية تفيد بأنه تجاهل تحذيرات من هجوم وشيك من أراضي غزة. وتظهر استطلاعات الرأي أن معظم الإسرائيليين يلومونه وحكومته لأنه لم يقم بواجبه في حمايتهم وتوفير الأمن لهم في ذلك اليوم. ويعتقد الأغلبية أن الجيش الإسرائيلي كان يركز أكثر من اللازم على الضفة الغربية، فترك حدود غزة دون حماية كافية.
وجاء تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" ليكشف أن الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعدا لهجوم مفاجئ، مما جعل رده بطيئا في 7 أكتوبر. ووعد نتنياهو بالتحقيق في الإخفاقات الأمنية والاستخباراتية بعد الصراع، ولكن البعض يعتقدون أنه ربما يطيل أمد الصراع لتجنب التحقيق والمحاسبة على أفعاله. ومن المتوقع أن يبحث التحقيق أيضا تورطه في تمويل "حماس".
كما نال خلال مسيرته السياسية الطويلة نصيبه من النكسات، مثل خسارته أمام آرئيل شارون، منافسه القديم على زعامة حزب الليكود اليميني.
ولكن نتنياهو حتى عندما يواجه عقبات كبيرة، يتمكن دوما من إيجاد طريقة للتغلب عليها، وهي صفة يعتقد كثير من أنصاره أنه اكتسبها خلال خدمته التي أمضاها في وحدة الكوماندوز من قوات النخبة الإسرائيلية عندما كان شابا.
بعد أن قضى نتنياهو معظم شبابه في أميركا، حيث عمل والده أكاديميا وناشطا صهيونيا، عاد إلى إسرائيل وهو في عمر 18 عاما، وقضى خمس سنوات في الخدمة مع الجيش الإسرائيلي، وترقى إلى رتبة نقيب في قوات النخبة "سيريت متكال" من قوات الكوماندوز. وأصيب في غارة على طائرة بلجيكية اختطفها مسلحون فلسطينيون وهبطت في إسرائيل عام 1972 كما شارك في حرب عام 1973.
بعد تعيينه عام 1982 نائبا لرئيس البعثة الإسرائيلية في واشنطن، أصبح وجها مألوفا على شاشة التلفزيون الأميركي ومدافعا فعالا عن إسرائيل، مع قدرته على التحدث باللغة الإنجليزية بطلاقة مع لكنة أميركية مميزة جعلت أداءه متقنا.
تفسر علاقة نتنياهو القوية مع ترمب جزئيا علاقته المتوترة في كثير من الأحيان مع خلفه الرئيس بايدن
وأخيرا ظهر نتنياهو لأول مرة في الحياة السياسية الإسرائيلية في التسعينات أثناء المناقشات العنيفة التي دارت في إسرائيل حول اتفاق أوسلو للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وأدى اغتيال إسحق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي ساهم في قيادة تلك الجهود عام 1995، إلى إجراء انتخابات مبكرة بعد عام على الاغتيال، شهدت وصول نتنياهو وأيديولوجيته المعارضة إلى السلطة. وحالما وصل إلى السلطة، أصبح نتنياهو أحد المنتقدين الرئيسين للاتفاقات وقاوم باستمرار الضغوط لتقديم تنازلات للفلسطينيين.
وكان أنشيل فيفر، الصحافي الإسرائيلي ومؤلف سيرة حياة نتنياهو المعنونة "بيبي"، انتقد بشدة موقف الزعيم الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين، وذكر أن "نتنياهو، الذي ورث أفضل الظروف المواتية لتحقيق سلام مع الفلسطينيين، لم يحاول قط اغتنام الفرصة، ولعل السلام الوحيد الذي كان على استعداد للنظر فيه هو السلام الذي تجبر فيه إسرائيل الفلسطينيين على الخضوع".
تلقت حظوظ نتنياهو السياسية دفعة ملحوظة عندما فاز ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، الأمر الذي ولّد أقوى توافق وتناغم بين السياسات الأميركية والإسرائيلية. وكان الانتصار الكبير لنتنياهو خلال هذه الفترة هو قرار ترمب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، مؤكدا اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.
كما توافقت مواقف الزعيمين بشأن قضية إيران المعقدة، وبلغ التوافق ذروته بقرار إدارة ترمب الأحادي الجانب عام 2018 بالخروج من الاتفاق النووي الإيراني الذي رعته إدارة أوباما، وإعادة فرض العقوبات.
بين ترمب وبايدن
وتفسر علاقة نتنياهو القوية مع ترمب جزئيا علاقته المتوترة في كثير من الأحيان مع خلفه الرئيس بايدن، والتي تبدت واضحة بشكل خاص بعد هجمات 7 أكتوبر. فعلى الرغم من أن إدارة بايدن أعربت على الفور عن دعمها القوي لإسرائيل في أعقاب الهجمات، فإنها انتقدت بشكل متكرر نهج نتنياهو في التعامل مع الصراع في غزة، وأرجعت الخسائر الكبيرة في صفوف الفلسطينيين إلى تكتيكاته.
وقد ظهر الاحتكاك بين نتنياهو وبايدن بوضوح في أعقاب الهجوم الإيراني على إسرائيل. فبينما ساعدت الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائها الغربيين مثل المملكة المتحدة وفرنسا، في الدفاع عن إسرائيل، حث بايدن حكومة نتنياهو على كبح جماح ردها، خوفا من أن يؤدي العمل المباشر ضد طهران إلى تصعيد كبير للصراع.
الأولوية القصوى لنتنياهو هي استكمال الحملة العسكرية التي أطلقها العام الماضي لتدمير "حماس"
وجاء الهجوم الصاروخي على أصفهان ليبرز ميل نتنياهو إلى التصرف بشكل مستقل وتجاهل نصيحة الحلفاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، حيث يرى نتنياهو أنه هو من يفهم بشكل فريد الاحتياجات الأمنية للشعب الإسرائيلي.
وعلى الرغم من علاقات روسيا الوثيقة مع إيران، يأمل نتنياهو في إقناع بوتين بتقليص دعمه لإيران، ولكن ذلك يبدو صعبا جدا نظرا لاعتماد روسيا على إيران في الصراع الأوكراني، الذي حرصت إسرائيل فيه على اتخاذ موقف محايد منه ورفضت باستمرار طلبات كييف للحصول على الدعم العسكري، ما ترك مجالا للمناورة الدبلوماسية مع روسيا.
تبقى الأولوية القصوى لنتنياهو هي استكمال الحملة العسكرية التي أطلقها العام الماضي لتدمير "حماس"، والتأكد من أن الحركة لن تعود قادرة مرة أخرى على مهاجمة إسرائيل، لأن حماية أمن إسرائيل، سواء من مقاتلي "حماس" أو من دولة معادية مثل إيران، ستكون على الدوام على رأس أولويات نتنياهو.