يأتي الغزو الإسرائيلي الحالي لمدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، ليقدم فقط دليلا على صحة ومشروعية المخاوف المصرية من تدفق مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى سيناء، ويجعل هذا السيناريو وشيك الحدوث أيضا.
وتتوقع مصر أن يفر معظم الفلسطينيين الذين يزيد عددهم على مليون نسمة ممن يحتمون الآن في رفح، بحياتهم إلى سيناء، وهو ما حاولت مصر منعه منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على غزة في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وقد كثفت السلطات المصرية في الأسابيع الماضية، إجراءاتها لحماية سيناء من هذا السيناريو، حيث اتخذت سلسلة من الإجراءات في هذا الشأن، منها التشكيل الأخير لتجمع سيوحد قبائل الأراضي الواقعة شمال شرقي مصر والمتاخمة لكل من إسرائيل وقطاع غزة تحت مظلة منظمة واحدة.
ويجمع "اتحاد القبائل العربية"، الذي أُعلن عنه في سيناء مطلع مايو/أيار الحالي، قبائل سيناء وبدوها تحت مظلة واحدة للمرة الأولى. ويضم الاتحاد حتى الآن قبائل وبدوا ممن ساعدوا الجيش والشرطة المصريين في المعارك ضد فرع تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء خلال العقد الماضي، حين كان رجال القبائل هؤلاء يزودون الجيش المصري بمعلومات استخباراتية ثمينة عن مخابئهم في صحاري سيناء، كما شاركوا بأنفسهم في قتال الإرهابيين جنبا إلى جنب مع قوات الجيش ورجال الشرطة.
يقول مسؤولو "الاتحاد" إن رجال هذه القبائل ذاتها سيشكلون الآن خط الدفاع العام عن سيناء مع احتدام الحرب على بعد بضعة كيلومترات من الأراضي المصرية وتصاعد المخاطر على أمنها.