لم تخفِ إسرائيل عزمها على مطاردة قادة "حماس" في غزة وخارجها، ردا على هجوم الحركة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وبالفعل، فإن الاغتيالات بدأت في غزة وبيروت. ففي 2 يناير/كانون الثاني، اغتالت إسرائيل نائب رئيس "حماس" وقائد الحركة في الضفة الغربية صالح العاروري، بعد استهداف طائرة مسيرة لمكتب تابع للحركة ضمن بناية بالضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية، وكان العاروري أحد أهم حلقات الوصل مع "حزب الله" اللبناني وإيران.
ويعد الاغتيال واحدا من عمليات عدة نفذتها إسرائيل لتصفية أبرز قيادات الحركة في العقدين الماضيين تحديدا، فإسرائيل التي نادرا ما تعلق على تلك العمليات والغارات، تحاول أحيانا أن تبرر موقفها بتصريحات سياسية علنية ضمنية عندما يُسأل مسؤولوها عن اغتيال قادة لـ"حماس"، بأن السلطات العسكرية والأمنية "عاقدة العزم على مواجهة الإرهاب، والتصدي للتهديد الوجودي على مدار تاريخها منذ عام 1948".
لا أعتزم تحليل أو مناقشة الجوانب القانونية أو الأخلاقية لهذه السياسة الإسرائيلية في هذا المقال حول الشخصيات الرئيسية في "حماس" التي قامت إسرائيل بتصفيتها على مر السنين.
ولكن لطالما كانت سياسة ”القتل المستهدف“ مثيرة للجدل، فتصفها منظمات حقوق الإنسان الدولية بأنها ”عمليات قتل خارج نطاق القانون وجرائم حرب“، بينما تصفها إسرائيل بأنها مشروعة لوأد هجمات محتملة ضد المدنيين في المهد.