ألقت الانتخابات المحلية الأخيرة في المملكة المتحدة بظلال من الشك على المستقبل السياسي لرئيس الوزراء ريشي سوناك، إذ سجل "حزب المحافظين" الحاكم أسوأ أداء له منذ عام 1998، ووصل إلى أدنى مستوى له منذ صعود "حزب العمال" إلى السلطة في عهد توني بلير في أواخر التسعينات. ولعل الهزيمة الكبيرة التي لحقت بالمحافظين في الانتخابات الفرعية في بلاكبول بفارق 26 نقطة لصالح "حزب العمال" دليلا وافيا على ذلك.
وتظهر الاستطلاعات أن عددا متزايدا من الأشخاص الذين صوتوا لـ"حزب المحافظين" في عام 2019 يميلون الآن للتصويت لصالح "حزب الإصلاح"، وهو مجموعة يمينية جديدة أيدت بقوة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بدلا من "حزب العمال". وقد اجتذب "حزب الإصلاح"، الذي ينتقد "حزب المحافظين" لعدم وفائه بوعود خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الناخبين بشكل خاص في المناطق التي تنافس فيها على الانتخابات.
على الرغم من أن الكثيرين يتوقعون أن يفوز "حزب العمال" في الانتخابات العامة المقبلة في المملكة المتحدة بفارق كبير، إلا أن أداءه لم يكن كما كان متوقعا في بعض الأماكن. على سبيل المثال، حقق "العمال" مكاسب كبيرة في مناطق مثل نونيتون في ميدلاندز، ولكنه خسر الأرض في مناطق أخرى. بالمقابل، حقق المرشحون المستقلون، الذين ركزوا على قضايا مثل الحرب في غزة، فوزا مفاجئا في المناطق التي عادة ما تدعم "حزب العمال"، مثل مدينة أولدهام. وهذا يعني أن دعم الحزب، في المتوسط، انخفض بمقدار ثماني نقاط منذ العام الماضي في الأحياء التي يعتبر أكثر من 10 في المئة من الناس فيها مسلمين.