حاول بعض الدراسات الاستشراقية التشكيك في مكانة القدس والمسجد الأقصى عند المسلمين من خلال البحث في مرويات التاريخ الإسلامي عما يعزز فكرة مفادها أن مكانة القدس الدينية في الإسلام لم تكن ذات أصل ديني متفق عليه، وأن قداسة المدينة صُنعت بفعل عوامل سياسية واجتماعية، من أهمها حرص حكام بني أمية على جذب الناس إلى بلاد الشام -عاصمة حكمهم- في مواجهة ثورة عبد الله بن الزبير في مكة المكرمة.
من الأمثلة على ذلك، ما طرحه الأستاذ في الجامعة العبرية، إسحاق حسون، أن حرمة القدس لم يكن عليها إجماع بين المسلمين إلا منذ القرن الثاني الهجري، وأن الاهتمام بالقدس وفضائلها نشأ بسبب سعي حكام بني أمية الى تحقيق مكاسب سياسية في مواجهة خصومهم، ولهذا أمر عبد الملك بن مروان ببناء قبة الصخرة من أجل تحويل الحج من مكة إلى القدس.
وقد تسربت مثل هذه الأفكار إلى بعض المثقفين العرب والمسلمين، يدعمه اتجاه عريض من التراكم الثقافي والتاريخي في تشويه صورة حكام بني أمية، والادعاء أنهم "اختطفوا الإسلام الصحيح، وحاولوا صرف الناس عن مكة، ودفعوهم للطواف بقبة الصخرة بدلا عن الكعبة"!