في عالم الفن، تتجاوز المادة تعريفها المادي الأساسي المتمثل في امتلاك كتلة وشغل مساحة لتغدو وسيلة للتعبير والتفكير والعمل. ولعل الممارسة الفنية في المجال المعاصر متجذرة في استكشاف المادة وتصورها واستخدامها.
تكمن أهمية المادة في الفن في قدرتها على توسيع فهمنا للزمان والمكان والعمليات والتفاعل. فالمواد الموجودة في الأعمال الفنية تعمل بوصفها أدوات سردية، تشير إلى الأنظمة الاجتماعية القائمة والأعراف والقصص الفردية، أو تتدخل فيها أو تعطلها أو تعلق عليها. تاريخيا، استخدم الفنانون مواد خاصة وعادية لتحويل أفكارهم إلى سرديات ملموسة. ففي هذه الإبداعات، ليس العمل الفني نفسه هو الذي يتواصل فحسب، بل تصبح المواد أيضا رسلًا للحقائق الاجتماعية والسياسية للحياة اليومية، مثلما تنعكس في العرض الفني.
وسائط ومواد
يتعامل الفنانون المعاصرون مع مجموعة متنوعة من الوسائط والمواد. يشمل هذا الطيف الأشياء التي يُعثر عليها يوميا، ويمتد إلى جسد الفنان وسوائل الجسم والمواد العلمية والمواد العضوية مثل الغبار والأصباغ والمواد الغذائية. كما أنه يتضمن العناصر التي أُنقذت والحيوانات والمواد الأرشيفية، مما يعرض نهجا واسعا ومبتكرا تجاه المادة في تعبيراتها الفنية.