دعا الجيش الإسرائيلي الإثنين سكان المناطق الشرقية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، الى إخلائها في عملية ستشمل نحو 100 ألف شخص وتأتي غداة مغادرة وفد حركة "حماس" القاهرة من دون أي تقدّم يذكر في المباحثات حول هدنة جديدة في الحرب مع إسرائيل.
وتؤكد إسرائيل منذ أسابيع أنها في صدد التحضير لهجوم برّي على المدينة القريبة من الحدود مع مصر، والتي تعدّ نقطة الدخول الأساسية للمساعدات الإنسانية الى القطاع المحاصر والملاذ لـ 1,2 مليون فلسطيني غالبيتهم من النازحين جراء الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر بين الدولة العبرية و"حماس".
ويثير هذا التهديد قلقاً دولياً واسعاً على مصير المدنيين، بما في ذلك من الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل، والتي أكدت معارضتها لعملية في رفح ما لم تقترن بخطط لحماية المدنيين.
ودعا الجيش الإسرائيلي في بيان الإثنين "السكان المدنيين القابعين تحت سيطرة حماس الى الإجلاء المؤقت من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح الى المنطقة الإنسانية الموسّعة"، مشيرا الى أن ذلك يأتي بعد "موافقة على المستوى السياسي".
تحضيرات
وكانت التصريحات الإسرائيلية الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، تصاعدت خلال النصف الثاني من أبريل/نيسان الحالي، بشأن المصادقة على عملية عسكرية برية على مدينة رفح الفلسطينية أقصى جنوب قطاع غزة، والمحاذية للشريط الحدودي مع مصر. وضمن أكثر من تصريح في الإعلام الإسرائيلي، حاول رموز الحكومة الإسرائيلية التلويح باقتراب العملية البرية، والتركيز في تصريحاتهم على نيتهم الحصول على موافقة الولايات المتحدة الأميركية، بهدف الحصول على الدعم الأميركي الكامل.
وضمن التصريحات الإسرائيلية، قالت هيئة البث الإسرائيلية ونقلا عن قادة في الجيش الإسرائيلي، بأن العملية البرية على رفح، ستكون مختلفة عن العمليات البرية التي مارسها الجيش ولا يزال يمارسها في باقي مدن ومخيمات القطاع في الشمال والوسط والجنوب.
وقال مصدر حكومي إن وزراء إسرائيليين كبارا بحثوا الخميس، 2 مايو/ايار، لبحث مقترح اتفاق هدنة في غزة لإطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم "حماس"، واحتمالات مضي الجيش قدما في عملية برية لاجتياح مدينة رفح المكتظة بالنازحين في الطرف الجنوبي للقطاع.
وتأتي خصوصية مدينة رفح، كونها مدينة حدودية مع مصر التي وقعت اتفاق سلام مع إسرائيل في كامب ديفيد عام 1978، بالإضافة إلى توقيع اتفاق فيلادلفيا الثنائية بين مصر وإسرائيل عام 2005، والتي حددت حجم وجود ودور الجيش المصري على طول الحدود مع قطاع غزة، والبالغ طولها قرابة 14 كيلومترا، حيث حذرت مصر في أكثر من تصريح من العملية البرية على رفح والتي قد تؤدي إلى زعزعة في العلاقات بين البلدين.
وقال البيت الأبيض الخمس، ان موقف واشنطن المعارضة للعمل لم يتغير. وتأتي تصريحات الولايات المتحدة الأميركية الرافضة للعملية البرية على مدينة رفح، الصادرة عن الإدارة الأميركية مؤخرا، من مُنطلق تكدس أكثر من مليون نازح غزي في المدينة بعدما أجبرهم الجيش الإسرائيلي على النزوح من مختلف مناطق قطاع غزة خلال الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بالإضافة إلى سكان المدينة الأصليين والبالغ تعدادهم قرابة 400 ألف نسمة بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.