في نهاية شهر مارس/آذار 2023 المنصرم، عقد اجتماع بين الرئيس السوري بشار الأسد وأساتذة الاقتصاد المنتمين إلى حزب البعث من مختلف الجامعات الحكومية. تناول الأسد في هذا "الحوار" كما وصفته مختلف الصحف في البلاد، عددا من الموضوعات والأهداف. ويُظهر محتوى النقاش والحجج التي قدمها الأسد والاقتصاديون البعثيون مرة أخرى استمرار تعميق التوجه الاقتصادي الليبيرالي الجديد لاقتصاد البلاد وتبرير التدابير التقشفية الجديدة والمستقبلية. ولا شك في أنه سيكون لهذه السياسات عواقب سلبية على المواطنين السوريين.
في الاجتماع، ذكر الأسد بداية أن وضع الحلول لتحديات البلاد ومشاكلها هي عملية تراكمية يؤدي الحوار فيها دورا رئيسا لأنه يوفر الرؤية والسياسات الصحيحة. ثم تناول مختلف القضايا التي تؤثر في المجتمع. وشدد أن "أولى مطالب الفقير هي فرصة العمل"، لأنه في حال تحقّق الدعم وتمّ تثبيت الأسعار من دون وجود عمل فسيبقى فقيراً. وأضاف، إذاً، فالأولوية هي لفرص العمل بالنسبة لأي مواطن فقير، كي يستطيع أن يرفع مستواه المعيشي ويصبح ضمن "الطبقة الوسطى". وقدم الأسد الحجة لصالح سياسات اقتصادية شاملة تشمل كل طبقات المجتمع، من الفقراء إلى الأغنياء، لأن لديهم مصالح مشتركة. وفي هذا الإطار أكد أن فكرة الصراع الطبقي فكرة غير صحيحة.
"الاشتراكية المرنة"
وتابع الأسد حديثه قائلاً: "الاشتراكية بالنسبة لنا هي ليست الاشتراكية بمفهوم كارل ماركس التي هي ملكية وسائل الإنتاج، بل الاشتراكية بالنسبة لنا هي عدالة اجتماعية، وهي منصوص عليها في الدستور بشكل آخر". وعلى نحو مماثل لفكرة المصالح المشتركة بين الطبقات التي ذكرها، أضاف أن "العدالة الاجتماعية هي تكافؤ الفرص بين مختلف الشرائح، الأفقر والأغنى..." وأوضح، أن حزب البعث سيظل مع ذلك "حزبا اشتراكيا"، مع أننا نحدد ما هي السياسات التي تؤدي إلى العدالة الاجتماعية وسنكون "غير مقيدين ومرنين". وعن دور حزب البعث على العموم في المسائل الاقتصادية والاجتماعية في المستقبل، ذكر أنه يجب التعامل مع قضايا مثل الإصلاحات المتعلقة بسياسات الدعم ودور القطاعين العام والخاص في عملية التنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة الفاعلة بين القطاعين.