باستثناء ياسر عرفات، لم يكن هناك اسم مألوف للفلسطينيين من أبناء جيل السبعينات والثمانينات، في الداخل والشتات أكثر من اسم "خليل الوزير" (أبو جهاد). لسنوات طويلة كان الوزير نائبا ومساعدا لـ "أبو عمار"، وظن الجميع أنه سيخلفه في قيادة حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية. تاريخهما المشترك كان قديما جدا، يعود إلى مرحلة تأسيس فتح سنة 1959، وقد عاشا مسيرة نضالية متشابهة، في فلسطين ومصر والكويت وسوريا والأردن ولبنان، وصولا إلى تونس التي قتل فيها خليل الوزير يوم 16 أبريل/نيسان 1988.
لم يكن أبو جهاد يقضي وقتا طويلا في تونس العاصمة، وكان يرى أنها غير آمنة، وأنها سهلة الاختراق بالنسبة لإسرائيل، كونها مدينة سياحية مفتوحة أمام جنسيات العالم كافة. قبل سنتين من اغتياله، قصفت إسرائيل منطقة حمام الشط جنوب العاصمة التونسية، حيث كان مقر منظمة التحرير، وقتلت 68 فلسطينيا، بعضهم من شبابه وأنصاره. فضل "أبو جهاد" البقاء في بغداد، حيث كانت القبضة الأمنية قوية بفضل الرئيس العراقي صدام حسين، ومع ذلك أجبر على المغادرة عندما قال له مدير المخابرات العراقية فاضل البراك إنه يوجد مخطط لاغتياله، ما جعله ينتقل إلى تونس في ربيع عام 1988.