تمثل حزمة المساعدات التي تمت الموافقة عليها حديثا لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار من قبل إدارة بايدن خطوة دعم مهمة، ومن المحتمل أن تساعد كييف على تجنب الهزيمة أمام روسيا. ومع ذلك، فإن هذه المساعدة لا تضمن أن يحقق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي هدفه النهائي المتمثل في النصر وتحرير الأراضي الأوكرانية الواقعة حاليا تحت الاحتلال الروسي.
وبعد أشهر من المشاحنات السياسية في الكونغرس، حيث حاول الجمهوريون المعارضون لاستمرار دعم واشنطن لكييف عرقلة حزمة المساعدات، تستطيع كييف الآن أن تعتمد على إمدادات الأسلحة التي تحتاجها بشدة لمنع الروس من تحقيق اختراق حاسم، بعد أن فشلت أوكرانيا في تحقيق أي مكاسب كبيرة خلال الهجوم العسكري الذي طال انتظاره في الصيف الماضي ما أدى إلى استحواذ الروس على زمام المبادرة بعد أن كانت في موقف دفاعي خلال العامين الأولين من الأعمال العدائية في أوكرانيا.
وعلى الرغم من أن المكاسب التي حققها الروس كانت متواضعة نسبيا، حيث لم يستطيعوا في الأسابيع الأخيرة إلا الاستيلاء على مساحة ضيقة من الأراضي حول بلدة أفدييفكا الشمالية الغربية، فقد ارتفع تخوف قادة "الناتو" من أن يعاني الأوكرانيون من هزيمة أكبر دون دعم إضافي، هزيمة يمكن أن تقلب دفة الحرب لصالح موسكو.
وينتاب حلف شمال الأطلسي قلق عظيم من احتمال خروج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منتصرا من الصراع الأوكراني، ويرى أن أي نجاح تحققه روسيا في الصراع سيشجع الزعيم الروسي على تهديد الحدود الأخرى في أوروبا الشرقية، ما يزيد من احتمال نشوب صراع واسع النطاق بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
ومن هنا تأتي أولوية مساعدة أوكرانيا لتجنب تعرضها للهزيمة، وقد حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ واشنطن في وقت سابق هذا العام من أن دعم أوكرانيا "يصب في مصلحة أميركا الخاصة". وأكد خطاب ألقاه أمام مركز أبحاث جمهوري في يناير/كانون الثاني أنه "إذا لم نتمكن من إيقاف دورة العدوان الروسية في أوروبا، فسوف يتعلم الآخرون الدرس ويدركون أن استخدام القوة ضد مصالح أميركا سيكون مجديا". وكان في ذلك إشارة مستترة إلى أن دولا استبدادية أخرى، مثل الصين وإيران، قد تسعى إلى استغلال النصر الروسي في أوكرانيا لتحقيق طموحاتها الخاصة لتحقيق مكاسب إقليمية.