لا تملك اجتماعات الربيع التي يعقدها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي سوى القليل من الدراما التي تحيط بمفاوضات السلام. كثيراً ما تهيمن عليها المسائل التقنية والتكنوقراطية المتعلقة بتعقيدات التمويل الدولي. لكن بالنسبة إلى أفقر الناس في العالم، تمثّل القرارات التي تُتّخَذ في هذه الاجتماعات مسائل حياة أو موت.
منذ تسعينات القرن العشرين، سهّل البنك الدولي امكان تحقيق انخفاض كبير في الفقر المدقع على مستوى العالم، من أكثر من شخص بين كل ثلاثة أشخاص يعيشون في فقر مدقع عام 1990 إلى أقل من شخص بين كل 10 أشخاص اليوم. لكن البلدان الهشة والمتأثرة بالنزاعات، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار، تشهد اتجاهاً معاكساً: في تلك الأماكن، يتزايد الفقر المدقع، وفي حلول عام 2030، ستكون موطناً لما يقدر بنحو 59 في المئة من الأشخاص الذين يعيشون جميها في فقر مدقع. ذلك أن اجتماع النزاعات وتغير المناخ والصدمات الاقتصادية أدى إلى اعتماد أكثر من 300 مليون شخص على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
كسر التقاليد
أتاحت اجتماعات الأسبوع الماضي في واشنطن فرصة للبنك الدولي لسد فجوة الفقر المدقع، من خلال تجديد نهجه في التعامل مع الفقر . سيتطلب ذلك قدراً من الخيال أكثر مما شهدناه تاريخياً من المؤسسات التنموية والإنسانية. لكن إذا تمكن البنك من التخلي عن أطر التنمية التقليدية، وتحسين مدى وصوله ونطاقه واستدامته، فسيكون قادراً على تقديم دعم أفضل لمن هم في أمس الحاجة إليه.