كانت أسواق الطاقة، التي أذكت لهيبها أيام من التهديدات الإيرانية الشديدة الوضوح بشن هجمات انتقامية على إسرائيل، مهيأة للانفجار هذا الأسبوع. لكن ما إن انقشع الغبار الذي خلفه الهجوم الإيراني غير الفعال إلى حد كبير بالمسيّرات والصواريخ على إسرائيل، يوم السبت، حتى تبين أن ما كان ينتظره المتداولون أقل من المتوقّع بكثير.
تراجعت أسعار النفط الخام في لندن ونيويورك في تداولات يوم الاثنين، مما يؤكد أن المخاوف من تصاعد حرب في الشرق الأوسط تشارك فيها إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، بدت مبالغا فيها - في الوقت الحالي على الأقل. لم تستهدف الهجمات الإيرانية أي بنية تحتية للطاقة الإسرائيلية، ومع أن طهران حصلت على مساعدة من المسلحين الحوثيين المتحالفين معها في اليمن، فإن تلك الضربات استهدفت إسرائيل نفسها، وليس حركة الملاحة في البحر الأحمر التي كانت هدف الحوثيين المفضل منذ أكتوبر/تشرين الأول.
في انتظار الأسوأ الذي لم يقع
خيبت السوق التوقعات، لأن ما حدث في عطلة نهاية الأسبوع لم يكن ذا تأثير أسوأ على أسواق الطاقة من الناحية العملية من أي شيء آخر يحدث منذ هجوم "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول. فلا تزال إيران ووكلاؤها يطلقون النار على إسرائيل التي لا تزال تحارب "حماس". ولا يزال الحوثيون يهاجمون حركة الملاحة في البحر الأحمر ويجبرون العديد من شركات النفط الغربية على الابتعاد عنه، لكن المسلحين لم يطلقوا النار على أي ناقلة نفط بعد. وكانت التهديدات الإيرانية المتكررة بإغلاق مضيق هرمز الإستراتيجي الأكثر أهمية جوفاء، ككل تهديداتها الأخرى بالقيام بذلك في العقود القليلة الماضية.