في كتابها الشهير، "كيف تلتئم: عن الأمومة وأشباحها"، الصادر في بروكسيل عام 2016، تصف الشاعرة إيمان مرسال تجربة الأمومة بأنها "عادة عطاء، تماهٍ بين ذاتين، حب لا محدود وغير مشروط"، وتعود وتؤكد في موضع آخر من كتابها: "ولكن يظل من الصعب أيضا أن تلدي وأن تكوني أما اليوم، ومع كل الامتيازات الطبقية والطبية الممكنة".
لكن ماذا عن اللواتي لم يحظين بهذه الامتيازات الطبقية، ولا استحققن من وجهة نظر مجتمعاتهن العناية "الطبية الممكنة"؟ ما الذي يمكن أن يُقال عن تجربة الأمومة بين حيطان السجن، وخلف قضبانه؟ وما ذنب أبناء هذه التجربة، الموصومين، كيف سيعيشون بدورهم مشاعر الارتباط والانفصال، التي ترتبط بتجربة البنوة، خارج المتن الثقافي المعتاد؟
تعترف مرسال في كتابها بأن "هناك ندرة في سرد خبرات الأمومة خارج المتن المتفق عليه"، وكانت بذلك تشير إلى موقع المشاعر التي يمكننا نعتها بالسلبية من تجربة الأمومة، كشعور الأم الدائم بالذنب تجاه أولادها، أو حين تتنازعها مشاعر الأنانية، تجاه هذا المخلوق الذي يتغذَّى عليها كي يكبر هو. ومع ذلك، فإن هناك ندرة أيضا في سرد خبرات الأمومة الأخرى، كالأمومة الحبيسة، أو الأمومة غير المرحب بها، ولا المعترف بها، نظرا إلى ما يمكن أن تكون قد ارتكبته هذه الأم من جرائم، في وجهة نظر القانون، إنها الأمومة غير المحبوبة، إن جاز التعبير.
غير المحبوبات
عبر مقاطع فيديو ملتقطة بالهواتف الذكية في غفلة من حراس السجن في تشيلي، وصور رقمية لا تتسم بالجودة المرتفعة، ولا بالتحديد الواضح لموضوعاتها، تصنع المخرجة التشيليانية تانا جيلبرت فيلمها التسجيلي الطويل الأول، "مالكريداس"، والترجمة المباشرة للكلمة من اللغة الإسبانية هي "غير المحبوبات". تؤسس صانعة الفيلم متنا حكائيا وبصريا جديدا لا يخلو من جمالية، ويحافظ على استقلاليته، أو ربما انفصاليته، عن المتن الكبير، ما دام انتبذه هذا المتن الكبير، واستبعده، كأنه لا يراه.