الردع والمبادرة. هما الكلمتان اللتان يجري التنافس على امتلاك معانيهما بين إيران وإسرائيل. ليلة 13- 14 أبريل/نيسان كانت درسا طويلا وعميقا متعدد الجوانب: الحرب الحديثة. التحالفات الدولية. القدرات الاقتصادية. التماسك السياسي الداخلي.
في البيانات الرسمية، أعلنت طهران وتل أبيب تحقيق أهدافهما. قالت إيران في تغريدة لبعثتها بالأمم المتحدة على موقع "إكس" إن القضية تعتبر "منتهية" وهو ما أكدته ايضا في رسالة الى الولايات المتحدة عبر تركيا، إلا إذا مضت إسرائيل نحو التصعيد.
وفي المقابل، تحدثت الصحافة الإسرائيلية صبيحة الهجوم الإيراني عن ضرورة التريث في التخطيط للرد الإسرائيلي إذا حصل، وإبداء الحذر من الاندفاع نحو عملية عسكرية قد تكون لها انعكاسات غير محسوبة.
مهما يكن من أمر، فإن الرد الإيراني غير المسبوق والمنطلق من الأراضي الإيرانية نحو إسرائيل، كان محاولة جدية لاستعادة قدرة الردع التي لحقت بها أضرار شديدة تراكمت طوال سنوات، من خلال عدد من الخطوات العسكرية والأمنية الإسرائيلية: في الداخل الإيراني كاغتيال العلماء الإيرانيين العاملين في البرنامج النووي وتخريب عدد من منشآت البرنامج هذا. أو في الخارج بجعل قصف المواقع الإيرانية في سوريا وأحيانا في العراق، عملا شبه يومي. الردود الإيرانية السابقة، على غرار العملية الانتحارية التي نفذها اللبناني– الفرنسي محمد حسن الحسيني في بلدة بورغاس البلغارية ضد باص سياحي إسرائيلي في يوليو/تموز 2012، انتقاما لسلسلة الاغتيالات الإسرائيلية للعلماء النوويين الإيرانيين، لم تكن بالقوة التي تحول دون تكرار إسرائيل عملياتها على ما يبدو.