مرّ عام بأكمله على الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وميليشيا "قوات الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي"، والتي اندلعت في 15 أبريل/نيسان 2023.
عام كامل من الدم والنار خلّف أكبر كارثة إنسانية على مستوى العالم في الوقت الحالي، ورمى السودان بلد النيل الخصب في فم المجاعة. كما انهار النظام التعليمي في السودان، في وقت بلغت تقديرات قيمة الخسائر الاقتصادية الكلية للحرب نحو 15 مليار دولار.
وعلى الرغم من كل تلك الفواجع والخسائر فإنه لا يبدو حتى الآن أن هناك أفقا واضحا لخروج السودان من أتون "حرب الجنرالين" المدمرة، في وقت لا يزال كل من البرهان و"حميدتي" يراهنان على "الحسم العسكري"، كما بدا من تصريحاتهما أخيرا.
في ذكرى مرور عام على الحرب في السودان تنشر "المجلة" سلسلة من المقالات تتناول الجذور التاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية لهذه الحرب، منذ استقلال السودان عام 1956، وبالأخص خلال عهد الرئيس المخلوع عمر البشير.
كما تتطرق هذه المقالات لمستقبل السودان بعد الحرب، في ظل احتمال انقسام السودان وتحول الحرب الحالية إلى حرب أهلية، بعد أن أصبحت حربا على حدود دول أخرى، وفيها عناصر من بلدان مختلفة تقاتل مع هذا الطرف أو ذاك، وهو ما يجعلها مرشحة لأن تكون حربا طويلة بعد دخول دول مثل إيران وروسيا وأوكرانيا والإمارات وتشاد على خطها.
في ظل ذلك كله، يجري الحديث عن اجتماع جديد في جدة، الأسبوع المقبل، وقد كان موضع بحث خلال الاتصال الهاتفي، الخميس الماضي، بين وزيري خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، والولايات المتحدة أنتوني بلينكن. كما طالبت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، الخميس الماضي، الأطراف السودانية المتحاربة بالعودة إلى طاولة الحوار في جدة، لإيجاد مخرج من الحرب، ودعت الجيش السوداني بقيادة البرهان إلى عدم عرقلة وصول المساعدات الإنسانية "فورا"، لئلا يضطر مجلس الأمن إلى "التدخل" كما حصل في سوريا، بحسب قولها.
إلى ذلك، تتجه الأنظار إلى العاصمة الفرنسية باريس غدا الاثنين، حيث يشارك أكثر من 20 وزيرا والكثير من ممثلي المنظمات الدولية كالأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الدولي والجامعة العربية، في مؤتمر حول السودان، يسعى لجمع تبرعات مالية تصل إلى 3.8 مليار يورو عام 2024، للحد من الكارثة الإنسانية في هذا البلد الأفريقي، بينما لم يُدعَ إلى المؤتمر أيٌ من طرفي القتال، وهو ما أثار حفيظة الحكومة السودانية في الخرطوم.
"المجلة" تواكب الذكرى السنوية الأولى لاندلاع "حرب الجنرالين" في السودان بسلسلة مقالات معمقة تتناول الحرب بتاريخيتها وواقعها ومستقبلها:
1-ثمة وقت لتجنب الأسوأ وحماية صحة السودانيين. بقلم: تيدروس غيبريسوس
2- عام من الدم والدخان... كفى السودانيين ويلات الحرب بقلم أمجد فريد الطيب
3- السودان... هل تتحول "حرب الجنرالين" إلى حرب أهلية؟ بقلم شوقي عبد العظيم
4- من تلك الجهة جاء هؤلاء... وأحرقوا السودان بقلم منصور الصويم
5- السودان من الزراعة... الى المجاعة! بقلم شريف محمد
6- الطيب صالح في "المجلة": من أين جاء هؤلاء؟ بقلم الطيب صالح