بعد إحباط إسرائيل- بدعم من أميركا وحلفائها- الهجوم الإيراني بـ420 مسيرة وصاروخا، انتقل تركيز إدارة جو بايدن إلى العودة لـ"قواعد الاشتباك" بعد "الاستعراض العسكري"، ومنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من استهداف إيران، ردا على أول هجوم مباشر على الإطلاق يُشن على إسرائيل من داخل الأراضي الإيرانية، وليس عبر وكلاء وميليشيات تابعة لطهران، كما جرت العادة.
ماذا حصل؟
منذ استهداف إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق يوم 1 أبريل/نيسان الجاري واغتيال قادة كبار من "الحرس الثوري" الإيراني، أعلنت طهران أنها "ستنتقم" من تل أبيب. وجرت سلسلة من الاتصالات السرية والاستعراضات العسكرية لضبط الهجوم الإيراني المحتمل.
ومنذ بدء حرب إسرائيل في غزة ردا على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، لم تتدخل طهران دفاعا عن حليفتها "حماس"، كما أن "حزب الله" لم يدخل في حرب مباشرة ضد إسرائيل دفاعا عن "حماس" الحليفة لهما، واكتفت إيران بعمليات قصف وتهديد "الحوثيين" للتجارة الدولية في البحر الأحمر.
لكن طهران قررت الرد على استهدافها قنصليتها. ومساء السبت، أكد الحرس الثوري الإيراني شنّ هجوم "بمسيرات وصواريخ" على إسرائيل ردا على قصف قنصلية طهران في العاصمة السورية، ومقتل 16 شخصا بينهم قياديان وعناصر في "الحرس الثوري".
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي: "من 170 مسيرة أطلقتها إيران، لم تخترق واحدة منها حدود الدولة. ومن 30 صاروخ كروز لم يخترق أي صاروخ الأراضي الإسرائيلية. لقد اعترضت طائراتنا الحربية 25 صاروخا خارج حدود الدولة. ومن بين 120 صاروخا بالستيا اخترق عدد ضئيل جدا الحدود الإسرائيلية، وسقط في قاعدة لسلاح الجو في نفاطيم وألحقت أضرارا طفيفة لبنية تحتية والقاعدة تواصل عملها ومهامها".
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد في بيان له "إحباط" الهجوم، مؤكدا اعتراض "99 في المئة" من الطائرات المسيرة والصواريخ التي أطلقت، بمساعدة حلفاء تتقدمهم الولايات المتحدة.
وقال الجيش الإسرائيلي: "الهجوم الإيراني كما تم التخطيط له من قبل إيران أحبِط"، مضيفا: "اعترضنا 99 في المئة من التهديدات نحو الأراضي الإسرائيلية. هذا إنجاز استراتيجي مهم".