يعيش المواطن السوداني بتلال محمد البالغ من العمر 41 سنة، في مدينة الجيزة المصرية حالياً، يصدّر منذ سنوات الأسمدة إلى السودان من الجارة الشمالية مصر. تكبدت شركتة للأسمدة الخاصة بتلال محمد خسائر تزيد عن مليوني جنيه مصري (حوالي 42 ألفاً و200 دولار) منذ اندلاع حرب السودان في 15 أبريل/نيسان 2023، ما مثّل ضربة قوية إلى أعماله في ظلّ النزاع الذي شهد تدهور اقتصاد البلاد المنهك الى القعر. تضرر مخزونه من المواد المستخدمة في الزراعة والتي يبيعها في وطنه مرتين خلال المعارك المستعرة: الأولى في الخرطوم ثم في الجزيرة بوسط السودان حيث اعتقد خطأ بأن في مقدوره إبقاء الأسمدة في أمان.
يقول محمد بحزن: "الجزيرة هي المكان الذي عملت فيه أكثر من غيره لأنها منطقة زراعية". في نهاية المطاف، نقل بضاعته إلى الدامر، في الشمال الشرقي للبلاد على أمل تجنب مزيد من الخسائر.
حالته هي واحدة من عدد لا يُحصَى من الحالات الأخرى في السودان، حيث تسببت المواجهات المستمرة في أجزاء مختلفة من البلاد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في خسائر فادحة في الأعمال من مختلف المستويات.
قد يكون تعويم الأعمال في البلد الذي مزقته الحرب معاناة شاقة يستلزم تكبد تكاليف باهظة للنقل والتخزين، على سبيل المثال لا الحصر، وثمة عبء مالي آخر يتمثل في الحاجة المحتملة إلى دفع المال إلى أفراد في صفوف أي من الطرفين المتحاربين أو كليهما لضمان حرية الحركة وأمانها.