كيف يمضي الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته أسماء وبعض قادة الجيش أوقاتهم وسط التصعيد وتبادل التهديدات بين إيران ووكلائها من جهة، وأميركا وإسرائيل وحلفائهما من جهة ثانية، غداة قصف تل أبيب القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال قائد "الحرس الثوري الإيراني" في سوريا ولبنان اللواء محمد رضا زاهدي، ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي، مطلع الشهر الجاري؟ وما الرسائل السياسية التي تريد دمشق إرسالها إلى حلفائها وخصومها والوسطاء العرب؟
ظهرت صور وأخبار على وسائل إعلام رسمية سورية وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي قريبة من السلطات، يمكن تفسيرها على أنها تتضمن خمس "رسائل" سياسية:
1- الأمور عادية والحياة طبيعية في دمشق بعد 12 يوما من القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية فيها، في وقت يلجأ قادة "الحرس" الإيراني الى مقرات سرية في دمشق أو غادروا الى طهران تجنيا للاغتيالات الإسرائيلية.
2- دمشق ليست معنية وليست طرفا في الصراع العسكري المحتمل بين طهران وتل أبيب، في اشارة الى القوات الحكومية والجولان. (ميليشيات إيران موجودة في شمال شرقي سوريا قرب القوات الاميركية ومناطق اخرى في سوريا)
3- تسلم دمشق نصائح من دول عربية بضرورة البقاء خارج الصراع العسكري واستمرار النهج المستمر منذ 7 أكتوبر في غزة.
4- التقليل من تواتر الاتصالات الرسمية بين الأسد والمسؤولين الإيرانيين مقابل زيادتها مع مسؤولين عرب، سواء بمناسبة عيد الفطر أو شهر رمضان.
5- عدم ادلاء بتصريحات رسمية تتضمن التلويح بالرد أو الانتقام من استهدافات إسرائيل لمسؤولين إيرانيين في دمشق والأراضي السورية.
ننشر هنا الأخبار والصور كما ظهرت في وسائل إعلام رسمية وقريبة من دمشق، حسب تسلسلها الزمني منذ قصف القنصلية في 1 أبريل/نيسان:
أفاد بيان رسمي سوري، بأن الأسد أجرى "اتصالا هاتفيا بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وقدم خلال الاتصال أصدق التعازي باستشهاد عدد من المستشارين العسكريين في الهجوم الذي استهدف القنصلية الإيرانية بدمشق"، وأنه أعرب "باسمه وباسم الشعب السوري عن عميق التعاطف والمواساة لعائلات الشهداء وللشعب الإيراني العزيز".
في 7 أبريل، أفاد حساب الرئاسة السورية على موقع "إكس"، بأن "الأسد والسيدة أسماء الأسد يشاركان في إفطار جماعي بالمدينة القديمة في طرطوس، أقامته جمعيات وفعاليات أهلية بمشاركة أبناء المجتمع". وبثت صورا وفيديوهات لهما بين المشاركين في مكان قريب من موقع غارة إسرائيلية استهدفت مسؤولا إيرانيا.
بثت "وكالة الأنباء السورية الرسمية" (سانا) في 8 أبريل، خبرا عن لقاء الأسد مجموعة من "علماء الشام"، حيث قال إن "التزام المؤسسة الدينية السورية بالفهم الصحيح للقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف أسهم بشكل رئيس في تعليم الناس الإسلام كما أنزله الله تعالى".
في 8 أبريل، وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، إلى دمشق قادما من مسقط، ولم يكن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في استقباله بمطار العاصمة السورية.
بعد ذلك، أعلنت الرئاسة السورية أن الأسد التقى عبداللهيان وبحث معه "قصف الكيان الصهيـوني للمدنيين في قطاع غزة". وأن "هذه الوحشية والدموية غير المسبوقة دليل على فشل الكيان الصهيوني في تحقيق أهدافه العسكرية".
لم يتضمن البيان الرسمي أي إشارة إلى قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية أو رد طهران المحتمل على ذلك.
في 10 أبريل، أدى الأسد صلاة العيد في جامع التقوى بدمشق. وبثت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات له وهو يتبادل الأحاديث مع مشايخ دمشقيين.
وبثت وسائل إعلام رسمية بعد ذلك، اتصالات الأسد مع قادة عرب، بين الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي، ورئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، لتبادل التهنئة بعيد الفطر. ولم يعلن عن اتصال بين الأسد والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
في 11 أبريل، أعلن عن قيام وزير الدفاع السوري العماد علي محمود عباس بـ"زيارة ميدانية إلى عدد من تشكيلاتنا العاملة في المنطقة الساحلية، التقى خلالها قادة التشكيلات والقادة الميدانيين، ونقل إليهم تهنئة الرئيس بمناسبة عيد الفطر السعيد". لم يعلن عن جولات ميدانية في جنوب سوريا أو شرقها حيث تقيم ميليشيات تابعة لإيران.
في أول أيام عيد الفطر، نشرت وسائل إعلام سورية، صورا للأسد وعقيلته لدى "مشاركتهما أطفال وشباب جمعية المبرة النسائية، وبيوت لحن الحياة، عيد الفطر السعيد" في دمشق.
في 12 أبريل، بثت مواقع وحسابات قريبة من السلطات صورة للرئيس السوري بشار الأسد وعائلته في دمشق القديمة. وأفادت: "السيد الرئيس بشار الأسد وعائلته في دمشق القديمة اليوم ثالث أيام عيد الفطر السعيد".
وبثت حسابات الرئاسة السورية على منصة "إكس"، أن الأسد والشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات "يتبادلان التهنئة بعيد الفطر خلال مكالمة هاتفية بينهما".
في 13 أبريل، بثت "وكالة الأنباء السورية الرسمية" (سانا) قائمة بأسماء القادة الذين تبادل الأسد معهم التهاني بالعيد. لم يتضمن الخبر اسم الرئيس الإيراني، وشمل كثيرا من القادة والمسؤولين العرب.