تأخرت كثيرا زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى البيت الأبيض ولقاؤه الرئيس الأميركي بايدن. وربما هذا التأخير جعل الملفات التي يفترض أن يناقشها الطرفان أكثر تعقيدا. كونه يأتي في ظروف متوترة تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتداخل ملفات العلاقة بين العراق والولايات المتحدة مع تعقيدات الحرب ضد غزة.
وقد يقتصر هذا اللقاء على المراسم البروتوكولية وتبادل الصور والخطابات العامة في القضايا الرئيسة، وربما يحمل رسائل مهمة لما تريده واشنطن من حكومة بغداد في الفترة القادمة من عمر حكومتها. أو احتمالية أن تستفيد منه حكومة السوداني في مناقشة الملفات المعقدة مع الإدارة الأميركية والتي يقف على رأسها إعادة هندسة الشراكة العراقية الأميركية الشاملة، كما تطلق عليها السفارة الأميركية في بغداد هذا التوصيف، بالإضافة إلى مناقشة مشاكل العراق مع وزارة الخزانة الأميركية. وربما تنتهي الزيارة بالبيانات المتناقضة بين ما يقوله البيت الأبيض عن الزيارة والملفات التي تم بحثها، وبيان الحكومة العراقية. ونبقى في حيرة من أمرنا في تحديد من الصواب ومن المخطئ؟
محمد شياع السوداني يحتاج كثيرا إلى هذه الزيارة لتعزيز رصيده السياسي داخل العراق؛ لأنه يشكل حكومة القوى الفاعلة فيها، وقوى الإطار التنسيقي، وتحمل رؤى متناقضة وربما متقاطعة في ما بينها بشأن علاقة العراق مع واشنطن. ولذلك هو يريد أن يستثمر زيارته إلى البيت الأبيض في كسر نمطية التصور عن حكومته بأنها قريبة من المحور المعادي لواشنطن. وأيضا، يحتاجها إعلاميا حتى يقنع الشارع بأن حكومته مقبولة أميركيا، لا سيما أن الكثير من رؤساء الوزراء يعتقدون أن قوة حكومتهم ترتهن بقوة علاقتهم مع واشنطن.