* هذا المقال أحد مقالات قصة غلاف شهر ابريل/ نيسان عن الاتفاق الدفاعي المحتمل بين الرياض وواشنطن، وكُتب قبل القصف الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق وتهديدات طهران بـ "الإنتقام" والتحركات والعسكرية والتصريحات، يقدم قراءة عميقة للعلاقات بين طهران وبكين:
في محاولة لنزع فتيل أزمة البحر الأحمر، ضغط وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان على الصين كي تمارس نفوذها على إيران لوقف هجمات الحوثيين على السفن التجارية الغربية. وتفترض الولايات المتحدة في مناورتها الدبلوماسية هذه أن للصين نفوذا مطلقا على إيران وعلى الحوثيين.
كما تحسب الولايات المتحدة أيضا أن الصين ستعطي الأولوية لمصالحها التجارية على حساب دعمها المعنوي لغزة. وكلا الأمرين غير صحيح. فالصين بلا شك هي الشريك الاقتصادي الرئيس لإيران. غير أن المصالح التي تربط البلدين ليست اقتصادية في المقام الأول بل جيوستراتيجية. وتعني الأهداف الجيوستراتيجية التي يسعى كلا البلدين إلى تحقيقها أن الشراكة بينهما مستمرة سواء كانت المصالح التجارية قوية أو غير قوية.
التجارة بين الصين وإيران
كانت الصين أكبر شريك تجاري لإيران على مدى العقد الماضي. وتحتل إيران المركز 50 بين أكبر شركاء الصين في المجال التجاري. تصدر إيران 90 في المئة من نفطها إلى الصين، لكنه يمثل 10 في المئة فقط من إجمالي واردات الصين من النفط. ومنذ فرضت العقوبات الكبرى على إيران عام 2012، ظلت التجارة بين الصين وإيران ثابتة، مع فترات من الانخفاض الكبير.
وفي عام 2020، انخفضت تجارة الصين مع طهران إلى 14 مليار دولار، وهو الأدنى منذ 15 عاما، بينما نمت التجارة بين الصين والسعودية في الوقت نفسه إلى 106 مليارات دولار، أي أكبر بسبعة أضعاف حجمها مع إيران.
أوقفت إيران شحن النفط الخام إلى الصين في يناير/كانون الثاني، سعيا منها إلى إلغاء التخفيضات الكبيرة التي كانت تقدمها للصين. صحيح أن نفوذ إيران الاقتصادي على الصين أمر قائم، لكنه ليس بالنفوذ الكبير بسبب توفر البدائل الواضحة أمام الصين في سوق النفط العالمية.