بغداد: يزاوج عارف الساعدي بين الكتابة والمسؤولية الحكومية في مجال الثقافة. هو الشاعر في الأولى والمستشار الثقافي لرئيس الحكومة العراقية في الثانية، فضلا عن إدارة الشؤون الثقافية العامة ومجلة "الأقلام" العريقة. لكنه، على الرغم من ذلك كله، لم ينس التزامه الشعريّ، فأصدر أخيرا، "قصائد العائلة" عن "دار صوفيا" بالكويت، ومختارات شعرية عن اتحاد أدباء العراق ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة التي اختارته قبل أسابيع الشخصية العربية المكرمة في مهرجان الشارقة للشعر العربي.
عرف الساعدي شاعرا منذ تسعينات القرن الماضي، وكان أول رئيس لرابطة الرصافة للشعر العربي، كما حصد "جائزة الصدى" (المبدعون) للشعر في دبي عام 2000، وحل وصيفا بجائزة سعاد الصباح للشعر الشبابي سنة 2004.
للساعدي مشوار طويل مع الإعلام في عدد من البرامج الناجحة، كان آخرها تحكيمه في برنامج "المعلقة" على mbc. كل ذلك بالتزامن مع التزامه الأكاديمي تدريسيا في الجامعة المستنصرية. غير أن التحول الأهم في حياة صاحب "عمره الماء" كان تعيينه مستشارا لرئيس الحكومة العراقيّ حيث لعب دورا فاعلا في تنشيط دعم الدولة لقطاع الثقافة والسينما والمسرح. هنا حوار معه.
حراك
- يشهد الواقع الثقافي حراكا محمودا منذ تسميتك مستشارا لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ما أبرز ما تحقق حتى الآن؟
- أعتقد أن حركتنا الثقافية جاءت بفعل قوة المشهد الثقافي العراقي وأيضا الدعم القوي لرئيس الوزراء لهذا المشهد، لذلك انطلقت مشاريع عدة في هذا الاتجاه، منها مشروع دعم الدراما والسينما وطباعة الكتاب والفعاليات الثقافية وأدب الطفل والموسيقى والتشكيل، وهذا يحدث للمرة الأولى أن يرسل مكتب رئيس الوزراء كتابا رسميا لاتحاد الأدباء يسأله: ما فعالياتكم لعام 2024 وفي كل العراق لكي نؤمنها بالكامل، وهذا ما حدث فعلا، وكذلك مشروع تأهيل وترميم مدينة بغداد التاريخية القريبة من شارع المتنبي ومن بيت الحكمة، حيث شكّل رئيس الوزراء لجنة ديوانية ضمت معظم وزارات الدولة، والعمل جار فيها وقريبا سيكتمل المقطع الأول من المدينة التاريخية التي ستكون مدينة للسياحة الآثارية ومكانا جاذبا للوسط الثقافي. فضلا عن ذلك، شهد مشروع مئوية نازك الملائكة احتفالا كبيرا حضره رئيس الوزراء، فللمرة الأولى يحدث أن يفتتح رئيس وزراء العراق مهرجانا ثقافيا احتفالا بمرور مئة عام على ولادة نازك الملائكة رائدة الشعر العربي الحديث، وقريبا سينصب تمثال لها في إحدى ساحات بغداد وهو أول نصب لمبدعة عراقية. أما على مستوى الرعاية الاجتماعية فهو موضوع لا نتحدث فيه إعلاميا، ذلك أن كل زياراتنا للأدباء والفنانين هي للاطمئنان على أوضاعهم الصحية ولتكفل علاجهم، وهذا ما حدث مع الجميع، ثم بعد ذلك أوعز رئيس الوزراء بصرف منحة خمسة مليارات دينار لنقابة الفنانين وثلاثة مليارات لاتحاد الأدباء مخصصة للتكافل الاجتماعي ولعلاج المستحقين من الفنانين والأدباء، والمبالغ الآن مودعة في حسابات النقابة والاتحاد وهو أمر يحدث للمرة الأولى أيضا.