لندن- في الوقت الذي تتواصل فيه التصريحات النارية والتهديد والوعيد من قبل القيادات السياسية والعسكرية الإيرانية ضد إسرائيل بشأن هجماتها المستمرة لاستهداف القوات الإيرانية وميليشياتها في سوريا والعراق، وآخرها قصف القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل/نيسان، لم تقدم السلطات الإيرانية إحصاء حول عدد قتلى "الحرس الثوري" في البلدين.
وتعتبر إيران أن تدخلها لدعم النظام السوري ليس عسكريا بل يقتصر على "الخدمات الاستشارية" وبالتالي فإن القوات الإيرانية التي تُقتل في سوريا أو العراق تقوم بمهمة "استشارية". غير أن هويات الكثير من هؤلاء القتلى تدل على أنهم من قيادات "الحرس الثوري" و"فيلق القدس" المنتشرين في سوريا والعراق. وتطلق طهران على قواتها المنتشرة في سوريا والعراق مصطلح "المدافعون عن الحرم" في إشارة إلى ضريح السيدة زينب في سوريا وأضرحة أئمة الشيعة في العراق. فمن هم أبرز قيادات "الحرس" الذين قُتلوا في سوريا والعراق في الأعوام الماضية وبرزت أسماؤهم إلى العلن؟
وكما هو معروف، فقد تعرض مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق يوم الاثنين أول أبريل 2024 إلى ضربات جوية إسرائيلية ما أدى إلى مقتل 7 من كبار القادة العسكريين في "الحرس الثوري" أو "المستشارين" الإيرانيين في سوريا، وهم: محمد رضا زاهدي، ومحمد هادي حاجي رحيمي، وحسين أمان اللهي، ومهدي جلالتي، ومحسن صداقت، وعلي آقا بابايي، وعلي صالحي روزبهاني.
ويعتبر محمد رضا زاهدي البالغ من العمر 64 عاما ومن مواليد أصفهان، من القادة المخضرمين في "الحرس الثوري" حيث انضم إلى صفوف "الحرس" عندما كان يبلغ 20 عاما، وتولى مناصب قيادية على غرار قائد "فرقة الإمام الحسين الـ14" في أصفهان، وقائد القوات البرية في "الحرس"، وقائد القوات الجوية، ونائب قائد "الحرس الثوري" في المجالات العملياتية.
وكان زاهدي أحد القادة الميدانيين في "الحرس الثوري" في فترة الحرب بين العراق وإيران (1980-1988) وقائدا لفرقة "قمر بني هاشم الـ44" (1983-1986)، ولاحقا انضم لـ"فرقة الإمام الحسين الـ14". كما كان زاهدي أحد قادة "الحرس" الـ24 الذين وجهوا رسالة إلى الرئيس الأسبق محمد خاتمي، مهددين بالتدخل لقمع الاحتجاجات الطلابية الواسعة في طهران صيف 1999 في حال لم يقم خاتمي بـ"واجبه الوطني" في قمع الطلبة المحتجين على إلغاء ترخيص صحيفة إصلاحية آنذاك.
إلى ذلك، تولى زاهدي قيادة مقر "ثار الله" في طهران الذي يعتبر قاعدة مسؤولة عن أمن العاصمة، و"أحد مراكز القمع الرئيسة في إيران" خلال عامي 2005 و2006 کما کان حاضرا في مناطق الحرب بين "حزب الله" اللبناني وإسرائيل عام 2006. وأفادت مواقع إخبارية إيرانية بأن زاهدي كان من الحلقة المقربة للمرشد الإيراني، مما جعل خامنئي يوجه بُعيد مقتله رسالة لإسرائيل بأنها ستندم بسبب قتلها زاهدي. ويعتبر الكثير من المراقبين في إيران أن زاهدي كان أهم قائد لـ"الحرس الثوري" تم اغتياله على يد إسرائيل بعد قاسم سليماني.
وكان زاهدي على قائمة العقوبات الأميركية منذ 2010 في إطار العقوبات على قادة "فيلق القدس" لدورهم في رعاية الإرهاب وتمويل "حزب الله" في لبنان.
وكان حسين أمان اللهي بمثابة رئيس هيئة الأركان العامة لـ"فيلق القدس" في سوريا ولبنان. فيما شغل محمد هادي حاجي رحيمي منصب نائب محمد رضا زاهدي.