ما هي الشخصية الكرتونية التي يشبهها الاقتصاد الأميركي أكثر من غيرها؟ تتمثّل الإجابة المتفق عليها في السنوات الأخيرة، وفق وزير سابق للخزانة، ورئيس سابق لفرع مجلس الاحتياطي الفيديرالي في نيويورك، وكبير الاقتصاديين في شركة كبرى لإدارة الأصول، في شخصية الذئب الأميركي وايل إي كويوت، الخصم العنيد لكن التعيس الحظ للطائر الجوّاب "رود رانر".
كان هؤلاء الأشخاص يشيرون إلى ميل الحيوان المفترس السيئ الطالع هذا إلى الاقتراب من حافة الهاوية، متحدياً الجاذبية لحظات قبل أن يسقط إلى قعر الوادي أدناه. وأوحت المقارنة أن سلسلة معدلات النمو المتسارعة في أميركا لا يمكن أن تستمر وسط التضخم المتفشي؛ كان حلول وقت المحاسبة أمراً لا مفر منه. لكن في الواقع، منذ أواخر عام 2022، ينخفض معدل التضخم، في حين يحقق الاقتصاد شيئاً لم يتمكن الذئب من التوصل إليه قط، وهو القفز عبر الوادي إلى الجبل المقابل.
منذ نهاية عام 2019 – وهي الفترة التي تشمل جائحة "كوفيد-19" وتداعياتها – نما الاقتصاد الأميركي بنحو ثمانية في المئة بالقيمة الحقيقية. في الوقت نفسه، توسع اقتصاد منطقة اليورو بنسبة ثلاثة في المئة فقط، واقتصاد اليابان بنسبة واحد في المئة، في حين لم يتوسع اقتصاد المملكة المتحدة على الإطلاق. الولايات المتحدة هي الاقتصاد الكبير الوحيد الذي استعاد اتجاه نموه السابق للجائحة.
تفحص ألان بليندر من جامعة برينستون المراحل الـ11 السابقة الممتدة على مدى العقود الستة المنصرمة، التي رفع فيها مجلس الاحتياطي الفيديرالي معدلات الفائدة لمكافحة التضخم، انتهى معظمها في قاع الوادي المجازي – في حالات ركود. وتمكن مجلس الاحتياطي الفيديرالي من توجيه الاقتصاد خلال تراجعين أقل إضراراً، لكنه لم يحقق قبلها سوى تراجع غير مؤلم واحد فقط، خلال الفترة 1994-1995.
ويعتقد السيد بليندر أن إدارة المجلس الحالية هي الأكثر إثارة للإعجاب، نظرا إلى نقطة البداية؛ كان الاقتصاد يخضع إلى سيطرة تضخم أعلى بكثير هذه المرة، مما أجبر مجلس الفيديرالي على رفع معدلات الفائدة بسرعة وصولا الى قوله: "لقد بلغنا الغاية. شهدنا هبوطاً ناعماً".