يمضي الأطفال المراهقون ساعات بل أياما طويلة على الانترنت، وهذا يعرضهم لأخطار كثيرة، مثل التنمر والابتزاز بكل انواعه، منه الجنسي والعاطفي والعنصري. وبحسب إحصاءات الأمم المتحدة، يتصل الأطفال بالانترنت بسرعة متزايدة، وهناك طفل يتصل للمرة الاولى بالانترنت كل نصف ثانية، مما يمثل خطرا كبيرا على الأطفال وصحتهم النفسية والعقلية. فكما يستخدم الأطفال الانترنت لأهداف جيدة كالتعلم والتواصل مع الاخرين، وللترفيه كالألعاب، يمثل الانترنت سلاحا ذا حدين إذا لم تتم مراقبته او تقنين أوضاعه للأطفال، وخصوصا إذا لم ينتبه الأهل إلى ما يتعرض له أطفالهم عبر الانترنت.
يتعرض ثلث الأطفال والشباب تقريبا في نحو 30 دولة للتنمر، مما يؤدي الى ان طفلا من كل خمسة أطفال يترك التعليم والمدراس نتيجة للتنمر طبقا لإحصاءات "اليونيسيف"، في حين ينتحر بعض آخر. الأكثر خطورة ان هناك الملايين من الحالات التي لم تكتشف نظرا إلى أن الأطفال لا يبلغون أهلهم، مما يعرض أطفالا اخرين للجريمة نفسها على الانترنت، بالإضافة إلى أن بعض السياسات الداخلية لعدد من مواقع التواصل الاجتماعي لا يفرض على الشركات البحث عن الجرائم الخاصة بالأطفال على الانترنت، بل يكتفي فقط بالتحقيق في الشكاوى الموجودة بالفعل. هذه السياسات تثير التساؤلات عن المسؤولية الأخلاقية والقانونية لمواقع التواصل الاجتماعي، وحول القوانين والاطارات الهيكلية التي يجب التوصل اليها سريعا لحماية الأطفال والمراهقين. الأخطار قد تكون كبيرة ومتعددة الأوجه، ولكن لا بد من الكشف عنها لتتم حماية الأطفال بصورة فعالة.