في الوقت الذي تنتهي فيه الحرب الإسرائيلية المدمرة في غزة أو تتراجع بشكل كبير، ستكون المملكة العربية السعودية حريصة على استئناف العملية التي تعمل عليها الولايات المتحدة لتوقيع اتفاق دفاعي ثنائي استراتيجي، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل. والشرط الذي قدمته السعودية، وأعلنته على الملأ، هو أن تتخذ إسرائيل خطوات لا رجعة فيها للمساعدة في إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
لكن هذا فقط ما هو مطلوب من إسرائيل. أما على الجانب الأميركي، فقد قدمت الرياض طلباتها بالقدر نفسه من الوضوح. فهي تريد إبرام اتفاق دفاع رسمي مع الولايات المتحدة. إن خطة الرئيس الأميركي جو بايدن التحويلية للشرق الأوسط، كما تراها إدارته، تحتاج بالفعل تعاونا وتنازلات تاريخية من جانب الأطراف الثلاثة، وهو ما يجعلها صعبة للغاية.
ومع ذلك، فلنفترض أن جميع مكونات هذه الصفقة الثلاثية أصبحت متاحة، فما هو الشكل الذي يفترض أن يتخذه اتفاق الدفاع الأميركي- السعودي؟
قبل أن أتناول هذه القضية، اسمحوا لي أن أوضح أنني لا أحكم على تكلفة وفوائد اتفاق الدفاع الأميركي السعودي كما أنني لا أقيم احتمالاته. فقد ناقشت هذه الأمور بشيء من التفصيل في مكان آخر. ينصب اهتمامي الرئيس هنا على استكشاف ما هو مطلوب لجعل اتفاق الدفاع الأميركي- السعودي أكثر فعالية ومصداقية لكلا الطرفين في عيون كل من الأصدقاء والأعداء. بمعنى آخر، أنا أبدأ بافتراض أن القادة السياسيين في واشنطن والرياض قد اتفقوا على التقدم في هذه القضية. والسؤال الذي أود أن أناقشه الآن هو: كيف يمكنهم بناء هيكل دفاعي متبادل المنفعة لدعم هذه المعاهدة؟