نسجُ الاتفاق الدفاعي الصعب بين السعودية وأميركا، والتحديات الماثلة أمامه، والفرص التي يوفرها في حال حصوله، هو عنوان قصة غلاف عدد شهر أبريل/نيسان من "المجلة".
تبرز أمام أي اتفاق بين أي طرفين أو أطراف، تفاصيل وتحديات عدة، ينكب الدبلوماسيون لسنوات لتشريحها والوصول إلى وصفة تلبي المصالح المشتركة. ولا يخرج الاتفاق بين الرياض وواشنطن عن هذا السياق. لذلك فإن كلمة "نسج"، كانت معبرة لدى فحص احتمالات حصول الاتفاق، لما يتضمنه من أبعاد تخص التاريخ والمستقبل، الجغرافيا والمصالح، الثقة والشروط، التحالفات والعداوات، تنهل تداعياته من الذاكرة وتمتد إلى المستقبل.
نبدأ قصة الغلاف برسم ملامح الاتفاق المفترض، وفق حاجات ومصالح السعودية وأميركا، مع عودة إلى قمة الملك عبد العزيز والرئيس فرانكلن روزفلت عام 1945. قمة وضعت أسس التحالف وشكلت محطة مفصلية في هيكل النظام الإقليمي والمصالح الدولية.
تغير العالم والمنطقة، لكن القمة تعود إلى الأذهان مع تنامي الكلام عن اتفاق الدفاع وما إذا كان إنجازه ممكنا قبل عطلة الكونغرس منتصف العام الجاري وقبل تحول إدارة الرئيس جو بايدن إلى "بطة عرجاء" لانشغالها بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني، أم إن النقلة الكبرى تنتظر "دونالد ترمب الجديد" بداية العام المقبل، إضافة إلى شرح للفرق بين مقاربتي بايدن وترمب للاتفاق والعلاقة مع الحلفاء والأعداء.
العالم لا يزال يعيش تحت خيمة السلام الأميركي ويعتمد ضمان التجارة العالمية والأمن على الإنفاق العسكري لواشنطن
نذهب إلى كوريا الجنوبية واليابان لعرض تفاصيل اتفاقيهما الدفاعيين مع واشنطن، باعتبار أن خبراء أشاروا إلى أنهما قد يكونان مرجعا لاتفاقات أميركا الجديدة.
الخلاصة هنا أن "نسج" اتفاق جديد يترجم مصالح البلدين وخصوصية الإقليم أمر محتمل، لكن لا يمكن "نسخ" اتفاق آخر يخص منطقة أخرى وأولويات مختلفة.
لتقديم الصورة الأوسع، نعرض حسابات الأطراف واللاعبين. فمن جهة، مرت سنة على اتفاق الرياض وطهران برعاية صينية. ومن جهة أخرى، الصين مستمرة في تعزيز حضورها في المنطقة لضمان الاستقرار والصعود وتدفق الطاقة. ومن جهة ثالثة، السعودية ماضية في توسيع خياراتها وتنويعها.
هناك إدراك بأن العالم لا يزال يعيش تحت خيمة السلام الأميركي ويعتمد ضمان التجارة العالمية والأمن على الإنفاق العسكري لواشنطن. قيل إن أحد أسباب بدء حرب عملية "الطوفان" في غلاف غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هو قطع الطريق على المفاوضات الأميركية- السعودية. يتوقف الملف أيضا عند علاقة استئناف المفاوضات بتوقف حرب غزة و"اليوم التالي"، ذلك أن الرياض حددت أهمية وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية وإطلاق مسار سياسي يتضمن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لمفاوضات عن التطبيع.
غير حرب غزة، في أبريل مناسبتان: سنة على "حرب الجنرالين" في السودان، والذكرى الـ21 لسقوط صدام حسي
ومع مرور ستة أشهر على الحرب، حاورت "المجلة" رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت والقيادي الفلسطيني جبريل الرجوب. يريدان رحيل نتنياهو. لكن الأول يحذر من أن اليمين الإسرائيلي يريد "نسف أسس استقرار الشرق الأوسط". والثاني يرى أن العالم لن ينسى فلسطين بعد الحرب، وينتقد "حماس" ويدعوها لتقديم مقاربة لرأب الصدع.
مخاوف الشخصيتين، تتعلق بالتهجير وتهديد أمن الأردن، ومصر التي تعاني محنة اقتصادية. هنا، لعل الاختبار الحقيقي الذي ستخوضه القاهرة للمرة الثانية في أقل من 10 سنوات، بعد تسلمها دعما ماليا عربيا وأمميا، هو محاولة استغلال هذا الإمداد الهائل لطي صفحة الأزمات الاقتصادية المتكررة.
غير حرب غزة، في أبريل مناسبتان في أبريل: سنة على "حرب الجنرالين" في السودان، والذكرى الـ21 لسقوط صدام حسين في 9 أبريل 2003
غير حرب غزة، في أبريل مناسبتان: سنة على "حرب الجنرالين" في السودان، والذكرى الـ21 لسقوط صدام حسين في 9 أبريل 2003. كيف ومتى قررت أميركا إزاحته؟ وكيف نسق الرئيس السوري بشار الأسد مع "المرشد" الإيراني علي خامنئي لتحويل العراق إلى "فيتنام ثانية" لأميركا؟
تنشر "المجلة" وثائق سرية سورية، تتضمن الكثير من الأسرار والإجابات.
نقدم عرضا مفصلا لـ"داعش خراسان" الذي تبنى الهجوم الدامي قرب موسكو وسيرة زعيم المعارضة راهول غاندي مع قرب انتخابات الهند
إلى ذلك، نقدم عرضا مفصلا لـ"داعش خراسان" الذي تبنى الهجوم الدامي قرب موسكو. هذا التنظيم الذي يستقطب الأجانب بعد إغلاق ساحتي العراق وسوريا، ويظهر حركة "طالبان" التي تحكم أفغانستان بعد انسحاب أميركا، حركةً "معتدلة".
ومع قرب موعد الانتخابات الهندية، نقدم سيرة زعيم المعارضة راهول غاندي سليل الأسرة البارزة، فجده جواهر لال نهرو، أول رئيس وزراء للهند، وجدته أنديرا غاندي. لا يتوقع أن يفوز بالانتخابات، لكن يبقى "شوكة" في خاصرة ناريندرا مودي. تحديات البقاء تصل أيضا إلى العائلة المالكة البريطانية بعد إعلان إصابة الملك تشارلز وكيت زوجة ابنه وليام ولي العهد، بالسرطان.
ختاما، نزور الفن التشكيلي المصري وموقعه في المشهد الثقافي، ونحاور كاتبة نرويجية عن "سبب الحزن في العالم"، مع وقفة في "الأخيرة" عند بدايات الحداثة الشعرية في بيروت.