واشنطن- عاد الحديث يتجدد حول اتفاق الدفاع بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بعد أن دفعه الصراع في غزة في الخريف الماضي إلى الوراء. ولعل انزلاق منطقة الشرق الأوسط المضطربة مرة أخرى إلى أزمة جديدة سبب آخر يؤكد الحاجة الأساسية للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة إلى تسوية خلافاتهما والتوصل إلى اتفاق بشأن أفضل السبل التي تمكنهما من التعامل بشكل مشترك مع التحديات الأمنية الإقليمية.
ورغم أن التوصل إلى اتفاق دفاع شامل مماثل لذلك الذي تعقده الولايات المتحدة مع اليابان وكوريا الجنوبية، لا يزال بعيد المنال لأسباب متنوعة، فإن الفرصة قائمة لصياغة ترتيبات أمنية تكون مصممة خصيصا. وفي جوهرها يكمن الهدف المشترك: المملكة العربية السعودية الأكثر قوة، وعلى استعداد للعب دور نشط في الدفاع الإقليمي ومواجهة نفوذ إيران.
كيف وصلنا إلى هنا؟
في أعقاب زيارة الرئيس بايدن إلى المملكة عام 2022، كان الهدف من الجهود الدبلوماسية التي قادتها الولايات المتحدة لمدة شهر هو إقناع المملكة العربية السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مقابل اتفاق دفاعي غير محدد بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. وكانت الولايات المتحدة تريد البناء على "اتفاقات أبراهام" التي جرى التوصل إليها بنجاح خلال إدارة دونالد ترمب والتي بلغت ذروتها بتطبيع الإمارات والبحرين والمغرب لعلاقاتها مع إسرائيل. ولكن لكي توافق على صفقة، أرادت المملكة العربية السعودية أكثر من مجرد وعود بالدعم الأميركي إذا تعرضت للهجوم، فقد أرادت اتفاقا دفاعيا يكون ملزما ومستمرا بغض النظر عن أي دورة انتخابية أميركية.