تضيف: "راودتنا فكرة السيرك بعد الزلزال المروع الذي تعرضت له البلاد في فبراير/شباط 2023. يعاني شباب اليوم أساسا من الأذى والألم الذي لا يوصف، لكننا أردنا أن نحاول استرجاع تلك السعادة وتسخير تلك الأفكار والعناصر في نتاج إيجابي من خلال الفن".
هذه الفعالية هي عبارة عن مشهد فني تجاورت فيه القطع الفنية التركيبية في جناح متوهج، إنه أكبر معرض فني سوري لهذا العام يعرض جدرانا موسومة بكتابات متنوعة، وأغناما وردية هامسة، وعددا كبيرا من الأشكال والهياكل الفنية غير التقليدية.
أنشأت الفنانة البصرية حلا نهار من دمشق (21 عاما)، عملا تركيبيا من نوع الفيديو بعنوان "حنين"، ينطوي على عرض لذكريات ولحظات مع الأصدقاء والأقارب وغيرهم من الأشخاص: "أينما قادني القدر، أو مهما تاه ذهني، فسأتوجه دوما نحو ذكريات دافئة، محفورة في أعماقي، وصور خزنتها في عيني، نحو أمل كبير خبأته معي، كي يضيء جذوة الحياة في داخلي".
يعزز لوح أبيض كبير رؤيتها حيث يكتب الزائرون المتحمسون تعليقات ورموزا وتعبيرات عن الحب يدونونها في كلمات ملهمة. كتب أحد الزوار: "الفن هو الحياة"، وكتب آخر: "اختر الحب دائما"، وكان آخرون أكثر ارتباطا بأحداث الواقع عندما أشاروا إلى المذبحة الإسرائيلية في غزة بشعارات مثل فلسطين حرة، ورسومات للعلم الفلسطيني.
"عندما أفكر في الحنين، أفكر في أشقائي وشقيقاتي، كيف كانوا حاضرين في حياتي ثم اختفوا منها فجأة. إنهم مثل الذاكرة. ما زلت أحتفظ بأغراضهم". غادر أشقاء هالة البلاد عندما كانت أصغر سنا.
انعكاسات
لعل عمل حمود رضوان الإبداعي الذي سماه "أركاديا" أبرز ما في المعرض، وفيه يقدم الفنان عرضا تفاعليا آسرا، يجمع ببراعة بين الألوان المتغيرة المتناثرة على لوح من البليكسي مع الرمل والقماش، مما يخلق وهما يروي قصة العقل الباطن من خلال روايات موسيقية مختصرة. ويعلق رضوان البالغ من العمر خمسة وعشرين عاما قائلا: "ربما أشعر بالدوار الآن، وربما أنت أيضا، مرحبا بك في أركاديا، ساحة ألعاب الكبار".
ويضيف حمود لـ"المجلة" أن فكرة العمل يفسّرها كل زائر بشكل مختلف، "لكل شخص ذاكرة مختلفة، عن تجربة التنشئة، عما يعني أن تكون حيا وما هو الشيء القريب منك، هذا العمل يتغلغل في روحك".