تعرضت الرحلات التجارية التي تحلق في الشرق الأوسط وشمال أوروبا لسلسلة من حوادث التشويش الخادع للنظام العالمي لتحديد المواقع (جي بي إس.)، وقد أدت إلى تعطل أنظمة الملاحة الجوية على متن الطائرات، وشكلت خطرا متزايدا على حركة النقل الجوي العالمية، وفقا لهيئات الطيران الدولية والخبراء.
في أواخر أغسطس/آب من العام الماضي، بدأ الطيارون العاملون في الشرق الأوسط يبلغون عن حالات سيطرة إشارات "جي بي إس." زائفة على أنظمة الملاحة الجوية على متن طائراتهم، وفي بعض الأحيان أظهرت تلك الإشارات أنهم يبعدون مئات الأميال عن مسارهم الصحيح. ونتج من ذلك "فقدان كامل للقدرة على الملاحة" وفقا لـ"أوبس غروب"، وهي منظمة عضوية للطيارين ومنسّقي الحركة الجوية، مما أجبر الأطقم في بعض الحالات على الاعتماد على التوجيهات الشفهية لمراقبي الحركة الجوية. وقد تأثرت الطائرات من كل الأحجام بهذه الحوادث، بما في ذلك طائرات رجال الأعمال الصغيرة وطائرات "بوينغ 777" الكبيرة.
وقعت أول الحوادث المبلغ عنها في قطاع من المجال الجوي العراقي بالقرب من الحدود مع إيران تستخدمه عادة الرحلات الجوية المسافرة بين أوروبا ودول الخليج. فقد أفاد قائد طائرة لرجال الأعمال متجهة إلى دبي بأن الطائرة كادت أن تدخل المجال الجوي الإيراني من دون إذن لأنها فقدت نظام الملاحة، وفقا لمنظمة "أوبس غروب".