المشي حول الجمر وعلى أطراف الأصابع، ربما يكون التشبيه الأكثر دقة لتوصيف تفاعل الحالة الأردنية مع محيطها الإقليمي بكل تعقيداته.
ففي ظل احتقان داخلي تختلط فيه مؤشرات اقتصادية حرجة ونسب بطالة مرتفعة ومحاولات إصلاح سياسي وإداري جدية تحاول الخروج من رحم استحالات الواقع، مما يشكل ثغرات ينفذ منها "الخارج الإقليمي"، فإن الأردن في سباق محموم مع الوقت للخروج بأقل الخسائر دوما.
ومع دخوله مئويته الثانية كدولة فإن مختبر التاريخ الأردني المعاصر مليء بالخبرة المتراكمة في التعامل مع الأزمات، الداخلية منها والخارجية، وهو ما يضع آخر الأزمات التي يشهدها الأردن حاليا في رصيده الكبير من خبرة المعالجة والتخطي: أزمة تداعيات الحرب على غزة.
في الحسابات السياسية، كان العقل السياسي للدولة الأردنية وبرصيده الهائل من خبراته الطويلة في الإقليم، يدرك مسبقا حدوث انفجار وشيك قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقد وقف الملك عبدالله الثاني قبل ثلاث أسابيع على منبر الأمم المتحدة يخاطب العالم محذرا بجدية بالغة من انفجار وشيك منطلقه الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.