إيران أمام معضلة خطيرة بعد اغتيال إسرائيل لعدد من قادة "الحرس الثوري" داخل مبنى لقنصليتها، في دمشق: إذا لم تَرد، يعني قبولها بتجاوز تل أبيب لـ"خط أحمر" والاستعداد لاختراق جديد، لكن في الوقت نفسه، هي التي تمسكت بـ"الصبر الاستراتيجي" لا تريد الذهاب إلى حرب شاملة.
الاستشارات في طهران والاتصالات الدبلوماسية غير المعلنة ترمي إلى الجمع بين أمرين: الرد وتجنب المواجهة الشاملة. ماهي المناطق الممكنة لـ"الانتقام" الإيراني؟
الانتقام من أميركا
على عكس قرار الرئيس دونالد ترمب باغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني في بغداد بداية 2020، فإن إدارة جو بايدن نأت بنفسها عن قرار إسرائيل اغتيال الشخص الثاني في "الفيلق" العميد محمد رضا زاهدي، سواء لجهة المشاركة في الهجوم الذي نفذته طائرات "إف-35" أو بتقديم المعلومات الاستخباراتية.
بعد اغتيال سليماني، انتقمت إيران بقصف مواقع أميركية في العراق، لكن الرد كان "محسوبا ومدروسا" من باب "حفظ ماء الوجه" وبعلم طهران وواشنطن، وفق ما أعلنه ترمب ومسؤولون آخرون.
الآن، يفترض أن لا تكون المواقع الأميركية في الشرق الأوسط ضمن ساحة نطاق الرد الإيراني. لكن بعد رد إسرائيل على هجوم "7 أكتوبر" الذي شنته "حماس"، تقصدت تنظيمات موالية لإيران استهداف مواقع أميركية في سوريا والعراق، إضافة إلى استهداف الحوثيين لممرات التجارة الدولية والناقلات في البحر الأحمر.
وقد تقرر طهران تشجيع فصائلها أو عدم لجمها، لتنتقم من أميركا في سوريا والعراق للضغط على إدارة بايدن ودفعها لاستعجال قرارات الانسحاب وجعل اليد الإيرانية الأعلى في بغداد، خصوصا مع قرب زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى واشنطن يوم 15 من الشهر الجاري. بمعنى، قد تستثمر الصفعة الإسرائيلية للحصول على تنازلات أميركية.
الجولان
نظريا، يفترض أن يكون الرد الإيراني على ضربها في سوريا، بالانتقام المباشر من إسرائيل عبر سوريا. هذا يعني أن تسمح لتنظيماتها باستهداف إسرائيل بمسيرات أو صواريخ من الجولان السورية. لكن تقف أمام هذا الخيار تحديات كبيرة، هنا بعضها:
أولا، لا يبدو أن دمشق بصدد الانخراط المباشر في المواجهة الإسرائيلية- الإيرانية. كان هذا واضحا منذ حرب غزة. باستثناء البيانات الرسمية والإدانات، لم تحصل تطورات عسكرية كبيرة عبر جبهة الجولان.