تتجه الحكومة المصرية حالياً نحو اتخاذ العديد من الإجراءات لتحقيق إصلاحات حقيقية في هياكل المؤسسات العامة للنهوض بالاقتصاد وعدم العودة الى المأزق نفسه، بعد الاضطرابات الاقتصادية الأخيرة الخطيرة. وقد أدركت الحكومة أهمية تغيير واقع المطارات المصرية وضرورة طرحها للاستثمار لشركات القطاع الخاص، بما في ذلك مطار القاهرة الدولي، للتشغيل والإدارة، والاستعانة بخبرات شركات عالمية متخصصة. يأتي هذا في إطار استهداف مصر لجذب نحو 30 مليون سائح سنوياً، مما يتطلب بالطبع تقديم خدمات جيدة وصالات فسيحة في المطارات لخدمة المسافرين.
ونتيجة للتطورات الدولية في صناعة النقل الجوي، أصبحت تلك الصناعة ركيزة أساسية وقاطرة للاقتصادات العالمية، مما يدفع العديد من الدول إلى تحقيق معدلات نمو سريعة ومتلاحقة في هذا المجال. وعلى إيقاع الاضطرابات الجيوسياسية الراهنة، تبحث العديد من الدول عن فرص الاستثمار والاستحواذ في مشاريع كبرى ذات جدوى مستدامة، ومنها مشاريع المطارات للاستثمار والبناء أو للتشغيل والإدارة، للخروج من أزماتها المالية.
ويبدو أن الدولة المصرية حاليا متحمسة لإحداث نقلة في اقتصادها بعد نجاحها في صفقة "رأس الحكمة" مع دولة الامارات وتحرير سعر الصرف، وإبرام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، الأمر الذي أدى إلى ضبط السوق الموازية للدولار، وتحسن التحويلات بالعملات الأجنبية، والخروج من دوامة التعثر في تسديد أقساط الديون الخارجية.
للمزيد إقرأ: مصر تفرح بالاتفاق مع "صندوق النقد الدولي"... ولكن