- ما أهمية أن تعرض أعمالك في بعض المواقع من إمارات الدولة؟
بداية يطلق على مثل هذه الأعمال، "الفن العام" أو "الفن في الأماكن العامة". وهو جزء مكمل لروافد الفن الأخرى، أي لما يعرض في الصالات والمعارض إلى أماكن العامة.
تتجلى أهميته في الأماكن العامة بأنه متاح لجميع الناس ممن لهم علاقة بالفن وممن ليس لهم علاقة بالفن، وهذا ما يدفع بالإنسان العادي إلى طرح بعض الأسئلة عن أهمية الفن وماهيته. بالتالي، فإن مثل هذه الأعمال مهمة جدا لأنها تخاطب الجميع وتكون رافدا من روافد المعرفة بالفن التشكيلي.
- منذ بداياتك كنت واحدا من خمسة فنانين يعتبرون روادا للفن المفاهيمي في الإمارات، فكيف جاء هذا الاختيار؟
لا أعتقد أنني اخترت هذا الاتجاه بقدر اختياره لي، فأنا في النهاية علمت نفسي بنفسي، كوني لست متخرجا من دراسة فنية، وبدأت كأي فنان باللوحة وبالرسومات الواقعية بما فيها "البورتريه". وبعد مرحلة، اكتشفت أن الفن ليس عبارة عن صورة فقط، بل عبارة عن فلسفة وطرح رسالة وبداية لم أكن مترددا في هذا الاتجاه بقدر ما كنت متحفظا بحكم عدم تشكل الوعي الفني لدى الجمهور.
ما ساعدني، هو لقائي رائد المفاهيمية في الإمارات الفنان الراحل حسن شريف من خلال طرح الأفكار والنقاشات، فأصبحت لديَّ شجاعة طرح هذا المفهوم في 1988 تقريبا، والأمر نفسه بالنسبة إلى عبد الله السعدي وحسين شريف ومحمد كاظم، بقية فناني مجموعة الخمسة، فاستمددنا قوتنا في الطرح بعضنا من بعض واستمررنا مع بعض وتكونت لديّ شجاعة طرح المفاهيم الخاصة بي.
الفن المفاهيمي والجمهور
- كما ذكرت، كان هناك نوع من عدم تقبل الجمهور الإماراتي للفن المفاهيمي، كيف تبدو علاقة الجمهور الآن مع هذا النوع من الفن؟
خلال تراكم التجربة أصبح لديّ مشاهدي الخاص، لذلك لم أعد أشعر بأني في حاجة لأي مشاهد بقدر ما أحتاج إلى مشاهد واحد يرى العمل ويخرج من صالة العرض دون طرح أسئلة غريبة، وهذا هو المشاهد الذي أبحث عنه، أي أصبح لديّ المشاهدون الذين أبحث عنهم وأصبح عندي جمهور النخبة، باعتبار أن خطابي ليس موجها الى الجميع، ومع الزمن أصبح المشاهدون يمتلكون الثقافة والحوار مع هذه النوعية من الأعمال بحكم تطور المجتمع وطبيعة دراسة الجيل الجديد من الشباب، وهذا ما ساعدنا كثيرا في أن تصبح أعمالنا موجهة إلى شريحة واسعة من الجمهور.
- لماذا اخترت العمل على المجسّمات؟
إن المساحة التي أعمل عليها، تقف بين اللوحة والنحت، فأعمالي مختلفة عن مفهوم النحت التقليدي، ومن خلال إنتاجي لهذه المجسّمات أحاول أن أدفع المشاهد إلى التعامل مع العمل الفني ليس من خلال البصر، بل بجسده ويديه بحيث أنه من الممكن أن يلمسه وأن يتحرك حوله أو قد يحمله أحيانا. وممكن أن يغير تشكيلة العمل، فتصبح المجسمات مساحة تتيح للمشاهد التفاعل مع العمل الفني، وفي الوقت نفسه تمنحني مساحة أكبر للتعبير عن رسالتي الفنية.
علم النفس والآثار
- كيف انعكست دراستك لعلم النفس بالإمارات، وعلم الآثار في باكستان على أعمالك الفنية؟
في باكستان كانت ورشة أكثر منها دراسة، لكن هناك ارتباطا وثيقا بين علم النفس والفلسفة من جهة والفن من جهة أخرى، ومن خلال دراستي لعلم النفس أطلعت على العلاج بواسطة الرسم، فعلم النفس يفتح أبوابا لخلق مفاهيم جديدة للرسالة الفنية، بحيث أوجد لديّ العديد من الأدوات لخطابي الفني.