تظهر معطيات الجيش الإسرائيلي حاجة واضحة إلى المزيد من الجنود في أعقاب تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تقدر بنحو سبعة آلاف جندي في مختلف الألوية والمواقع العسكرية. ويعد هذا المعطى ناقوس خطر في نظر شرائح واسعة من المجتمع الإسرائيلي بعد عقود من اعتبار "جيش الشعب" أقدس المؤسسات الإسرائيلية وأكثرها جمعا لمختلف أطياف الإسرائيليين.
وقد أعادت الحرب المستمرة إلى الواجهة مفهوم الخدمة العسكرية الإلزامية والتساوي في تقاسم الأعباء القومية، علما أنه لم يغب أبدا عن النقاشات العامة بين العلمانيين الذين يؤدون الخدمة العسكرية والمتدينين المتزمتين المعروفين بـ"الحريديم" الذين تكرس الأغلبية الساحقة من أبنائهم أوقاتهم لدراسة تعاليم التوراة بعيدا عن الجيش، خلال العقود الأخيرة. ولعل ما يزيد حدة هذا النقاش هو تزامن هذه الحرب التي كبدت إسرائيل خسائر كبيرة بين جنودها مع مداولات الائتلاف الحكومي في قانون التجنيد الذي يصطلح العلمانيون على تسميته "قانون إعفاء الشبان المتدينين" (الحريديم) من الخدمة العسكرية.
"الحريديم" يؤمنون بأن دراسة تعاليم الدين والتوراة هي مهنة تساوي أداء الخدمة العسكرية أو العمل ويجب التفرغ لها، بينما يسعى العلمانيون إلى فرض خدمة العلم على غالبية الإسرائيليين باستثناء طلاب المعاهد الدينية الذين يصلون إلى عمر الخدمة العسكرية وهم ما زالوا في تلك المعاهد.