صدَمَ الإعلان عن إصابة أميرة ويلز بالسرطان بريطانيا. لقد بذلت العائلة المالكة جهودا مضنية، منذ أن دخلت الأميرة المستشفى لإجراء عملية جراحية في البطن- وهو بالمناسبة المستشفى عينه الذي كان يعالج فيه حموها الملك تشارلز- للحد من التكهنات حول حالتها الصحية وأُعلنت أنها تعافت من الإجراء وستعود إلى التزاماتها الملكية بعد عيد الفصح.
ولكن الأمور لا تكون عادة بهذه البساطة عندما يتعلق الأمر بالشؤون الملكية، فحتى أصغر قصاصة من الأخبار الملكية تكفي لتغذية دورة إخبارية كاملة، حيث تخصص القنوات التي تعمل على مدار اليوم ساعات طويلة لنقد الأسرة الملكية البريطانية وترسل مراسليها الملكيين في جميع الأحوال الجوية للوقوف أمام قصر باكنغهام.
وتتمتع وسائل الإعلام البريطانية بشهية لا حدود لها لأخبار العائلة المالكة. وحين تنضب الأخبار الراهنة عن أعضاء الأسرة الحاليين، نجد الإعلام يعود إلى الوراء فيستعيد حلقات من ملحمة الليدي ديانا. وتواصل وسائل الإعلام تقديم التقارير عنها حتى بعد أن تقاعد منذ سنين آخر المصورين الذين كانوا يلاحقونها بكاميراتهم.
ومع ذلك، فقد شكل دور وسائل التواصل الاجتماعي فصلا جديدا في كيفية استهلاك الأخبار الملكية ومشاركتها، ما يؤكد أن الحماس للقصص الملكية يمتد إلى ما هو أبعد من منافذ الأخبار التقليدية والصحف الشعبية إلى الجمهور نفسه. واتضح أن الجمهور منغمس بالقدر نفسه في الروايات الملكية.
وهكذا، بينما تموت وسائل الإعلام القديمة واقفة على قدميها، وبينما يكتسب الصحافيون بشكل متزايد مظهرا مطاردا لأنواع من الإعلام مهددة بالانقراض، تولى الجمهور دور ناشري الأخبار. وقد تجلى هذا التحول بوضوح من خلال الضجة التي أثيرت حول صورة الملكة المستقبلية مع أطفالها الثلاثة في عيد الأم والتي كان المقصود منها نقل صورة مريحة للأمومة. وأثارت الصورة التي تظهر فيها الوجوه المبتسمة، شكوكا لدى أحد الصحافيين الذي تساءل: "متى تمكن أي شخص في تاريخ التصوير الفوتوغرافي من جعل ثلاثة أطفال يبتسمون في الوقت نفسه؟".
وبعد ذلك، ظهرت علامات التلاعب في الصورة، وكانت الصورة وهمية حقا، وأكد النقاد افتقار الصورة إلى الصحة، ما دفع الصحف إلى التراجع عنها بسرعة. وأثار ذلك موجة من التكهنات حول دوافع القصر لنشر مثل هذه الصورة، مما اضطر الأميرة إلى تقديم اعتذار. وجرى في الوقت عينه الكشف عن صورة لاحقة، يُزعم أنها للملكة الراحلة مع مجموعة من الأطفال المبتهجين.
أثار الجدل الدائر حول صورة عيد الأم مخاوف بشأن تآكل ثقة الجمهور في النظام الملكي. وأشارت صحيفة "ديلي ميل"، التي عادة ما تكون مؤيدة بشدة للملكية، بحزن إلى أن النظام الملكي بأكمله قد يكون أمام خطر ومنعطف حرج، مستشهدة بأن أحد الممثلين في المسلسل الساخر "آل وندسور"، يلعب دور الأمير ويليام، ومؤكدة أن العائلة تمر بـ"أزمة دستورية".
ومع ذلك، بدت هذه الحلقة غريبة تقريبا في سياق التحديات الحديثة مثل تقنية التزييف العميق. على سبيل المثال، عندما شوهد أمير وأميرة ويلز في متجر ريفي بالقرب من وندسور في مقطع فيديو سجل على هاتف ذكي، كان كثيرون متشككين، ويشتبهون في استخدام امرأة بديلة للأميرة (دوبلير).