عندما التقت "المجلة" مع إيهود أولمرت في مكتبه، كان لديه الكثير ليقوله، فتحدث في مواضيع رئيسة كثيرة تتعلق بهجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول وتداعياتها، وإعلان بلاده الحرب، بدءا من الخطر الشديد الذي تشكله الحكومة الحالية التي تضم وزراء يمينيين متطرفين ووصولا إلى الحرب التي لا هدف لها في غزة وغياب أي أفق سياسي للأجيال القادمة.
وقال أولمرت بوضوح عن وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش: "لا تدور في ذهن بن غفير وسموتريتش سوى فكرة هرمجدون" (حرب نهاية العالم).
ويعتقد أولمرت، وهو من أشد منتقدي حكومة بنيامين نتنياهو، أن رئيس الوزراء الحالي يقفز في الظلام وأن حلفاءه يهزون الشرق الأوسط من أساسه. ويقول أولمرت، الذي شغل منصب رئيس وزراء إسرائيل الثاني عشر من عام 2006 إلى عام 2009: "يجب إقالة [نتنياهو] في أسرع وقت ممكن. نحن بحاجة إلى أن نعرف نهاية هذه الحرب والرؤية التي قد تكون لدى إسرائيل للمستقبل".
ويقول إن الوقت قد حان لأن يكون للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة أفق سياسي، ولو أن هجمات 7 أكتوبر جعلت من الصعب على الإسرائيليين قبول دولة فلسطينية.
ويضيف: "علينا أن نعيد بناء فكرة الدولة مرة أخرى لأننا لا نريد لهذا الجيل الشاب، أحفادي، أن يعتقدوا أن المستقبل لا يمكن أن يكون سوى مستقبل حروب". واضاف ان هجوم "7 أكتوبر" أدى "إلى تآكل الدعم الذي كان موجودا في السابق بين الإسرائيليين لفكرة الدولة الفلسطينية".
وهذا نص المقابلة كاملا:
* هل غزة هي الهدف النهائي للحكومة الإسرائيلية الحالية؟ أعني هل كل ما تفعله إسرائيل منذ عدة أشهر حتى الآن هو فقط لتدمير "حماس"؟
- أتمنى لو أستطيع أن أخبركم ما الهدف النهائي للحكومة الإسرائيلية في هذا الوقت. لا أعرف. ولكن ليست المشكلة هنا. المشكلة الحقيقية أن الحكومة نفسها لا تعرف، وهنا المشكلة. لقد بدأت الحرب كرد فعل طبيعي وعفوي وحتمي على المذبحة الرهيبة التي طالت المدنيين الإسرائيليين في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. يمكن للمرء أن يعترض على شكل رد الفعل هذا وعلى حجمه وشدته، وقد تختلف الآراء حوله. ولكنني أشك في وجود شخص عاقل في العالم لا يفهم السبب الذي دفع إسرائيل أولا إلى الرد.
لقد فقد الإسرائيليون حياتهم بأشد الطرق وحشية، أعني لا يمكن نسيان ما حدث ولن نغفره. كان علينا أن نرد، ولكن علينا أن نعرف ما هي النهاية؟ ما هي الرؤية التي قد تحملها إسرائيل عن المستقبل؟ وبالمناسبة لقد أيدت بالكامل الرغبة الأمنية في تدمير القوة العسكرية لـ"حماس". وأنا أوافق تماما على ضرورة إضعاف قوة "حماس" العسكرية بشدة، حتى لا تتمكن من الهيمنة على غزة بعد اليوم. ومع ذلك لا يزال علينا أن نقدم سببا سياسيا، وهذه الحكومة لا تستطيع ولا تريد فعل ذلك.