على الرغم من التدهور في أمن المعلومات في الشرق الأوسط، تعتبر هذه المنطقة الأشد خطرا في هذا المجال، وتجتذب في الوقت نفسه الاستثمارات في هذا الحقل. ويستفاد من استطلاع للرأي لشركات التكنولوجيا في الشرق الأوسط أجرته شركة "ديلويت"، أن 55 في المئة من المستطلعة آراؤهم يعتقدون بأن نجاح خطط أعمالهم متوقف على أمن شبكاتهم ومعلوماتهم، بينما حذر 51 في المئة من الشركات أن التمويل المخصص للأمن السيبراني غير كاف لتحقيق ذلك.
في ظل تلك التحديات التمويلية، أصبح الأمن السيبراني في الشرق الأوسط في حال من التأهب والترقب لدى العديد من شركات الأمن التكنولوجي لتحليل الهجمات الالكترونية المتزايدة ومراقبتها، خصوصا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام المنصرم. ففيما تعتبر المنطقة جاذبة للاستثمار في مجال أمن المعلومات والذكاء الاصطناعي، لا سيما في دول الخليج، إلا أن التدهور الأمني والعشوائية وتداخل مصالح قوى كبرى في المنطقة، جعلتها مسرحا لهجمات أمنية من نوع آخر، يتمثل في الهجمات السيبرانية. حيث تتوالى تقارير وتحليلات لشركات تكنولوجية لرصد النشاط الالكتروني لجماعات مدعومة من دول في الشرق الأوسط عن ازدياد هجماتها بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
فقد رصد تقرير لشركة "مانديانت" التابعة لشركة "غوغل" والعاملة في مجال استخبارات التهديد الإلكتروني، بأن القراصنة الإلكترونيين المحسوبين على إيران عمدوا إلى استخدام قدراتهم التكنولوجية للتأثير في الرأي العام في الولايات المتحدة الأميركية في ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأكد التقرير أن نحو 80 في المئة من هجمات الاصطياد الالكتروني (phishing attacks) على مؤسسات حكومية وأفراد مقيمين في إسرائيل هي إيرانية، خصوصا في الأشهر الستة السابقة لأحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول. بينما رصد تقرير آخر لشركة استخبارات معلومات أميركية، "كراودسترايك"، أن أفرادا أتراكا زادوا نشاطهم في العام المنصرم لاستهداف منشآت إقتصادية وتكنولوجية في منطقة الشرق الأوسط.