إن تعزيز توافق السياسات والالتزام السياسي والتعاون الدولي أمر أساسي لمعالجة جملة التحديات الأمنية التي تواجهها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من الأهمية الحيوية لهذه العوامل، والتي كانت غائبة بشكل ملحوظ في مواجهة المشهد الأمني المتطور، فإن دور التكنولوجيا كان لا يزال حاسما، بل إن استخدام التكنولوجيا الأميركية بات اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى في التصدي لردع وتحييد التهديدات المختلفة التي تواجه المصالح الأمنية للولايات المتحدة وحلفائها.
في الشرق الأوسط، تركز القيادة المركزية الأميركية جهودها على ثلاث فئات رئيسة من التهديدات:
1. التهديدات المباشرة وغير المباشرة من إيران لمصالح الولايات المتحدة وقواتها وحلفائها
2. التهديدات الصادرة عن التنظيمات المتطرفة العنيفة
3. نفوذ الصين وروسيا
وفي حين أن الفئتين الأخيرتين مهمتان، فإن التركيز الأساسي للقيادة المركزية الأميركية في المستقبل المنظور سيظل على إيران ووكلائها، ما لم يحدث تغيير في النظام الإيراني أو تحول في سياسة الولايات المتحدة. لقد أصبح استخدام التكنولوجيا الأميركية أكثر أهمية من أي وقت مضى في التصدي لهذا التحدي المعقد.
التقدم الإيراني
تحرز إيران تقدما سريعا وملموسا في دقة الصواريخ الإيرانية ومداها وسرعة إطلاقها وقدرتها على القتل وهو ما سيكون هاجس القيادة المركزية الأميركية في المستقبل المنظور ويعقد أنشطتها في الشرق الأوسط. لقد كان قلق القيادة المركزية الأميركية في الماضي منصبا على حجم الترسانة الصاروخية الإيرانية، وهي الأكبر في المنطقة. أما اليوم، فقد صار لزاما عليها إلى ذلك أن تهتم بقدرة طهران على ضرب أي هدف في المنطقة، بدقة وسرعة وفتك، بما في ذلك إسرائيل.