يشير اسم "خراسان" إلى المنطقة التاريخية الممتدة في وسط غربي آسيا الذي يشكل اليوم أجزاء من أفغانستان وباكستان وتركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان وإيران. و"داعش خراسان"، جزء مما أطلق عليه "دولة الخلافة" المزعومة، التي بدأها "داعش" في العراق وسوريا قبل أن يعلن عن دعوته عموم المسلمين لمبايعته.
تأسس تنظيم "داعش خراسان" عام 2014 على يد بعض المنشقين من مقاتلي حركة "طالبان" الأفغانية، وحركة "طالبان باكستان"، وفلول "القاعدة"، الذين بايعوا التنظيم استجابة لدعوة من مبعوثي "داعش" في الرقة شمال شرقي سوريا والعراق. وأعلن التنظيم المتطرف مسؤوليته عن الهجوم على قاعة حفلات موسيقية قرب موسكو، والذي أسفر عن مقتل العشرات.
وفي يناير/كانون الثاني 2015، أعلنت "داعش" عن تشكيل إقليم "خراسان"، حيث عين أبو بكر البغدادي حافظ خان سعيد كأول "أمير" لـ"ولاية خراسان". كان خان سعيد قد خدم سابقا كقائد لحركة "طالبان باكستان" وتولى مسؤولية العمليات في أوراكازي في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الفيدرالية الباكستانية (FATA)، مما أعطى التنظيم فرصة اختراق المجتمعات القبلية في المنطقة الحدودية الباكستانية وتجنيد الشباب.
ومن أبرز تجليات الاختراق الذي قام به التنظيم قيام مجموعة من قادة تلك المناطق القبلية بمبايعة "داعش" مما أدى إلى تعميق نفوذ "داعش خراسان"، في هذه المنطقة الحدودية الاستراتيجية.
ومنذ تأسيسه، انخرط "داعش خراسان" في عمليات دموية ضد القوات الحكومية الأفغانية (المخلوعة)، قوات التحالف الدولي، ومقاتلي "طالبان". وقد شنت القوات الأميركية والقوات الحكومية الأفغانية السابقة حملة شرسة ضد قوات تنظيم "داعش خراسان" شرقي أفغانستان، وقد تمكنت تلك القوات من قتل الكثير من قادة "داعش خراسان". إضافة لذلك، تمكنت القوات الأفغانية من القبض على زعيم التنظيم أسلم فاروقي والكثير من القادة الآخرين، مثل قاري زاهد وسيف الله (المعروف أيضا باسم أبو طلحة) في مقاطعة قندهار في مارس/آذار 2020. كما تعاون الجيش الإيراني مع طالبان لتأمين الحدود البرية الإيرانية مع أفغانستان وحرمان مقاتلي "داعش خراسان" من حرية الحركة.