نشأت كرة القدم في سوريا عبر أبنائها العائدين من رحلاتهم الدراسية في الخارج، أو المنتدبين الذين سكنوا البلاد وأتوا بألعابهم اليومية إلى الحقل الاجتماعي. كان لعودة طالبين درسا في لبنان في الجامعة الأميركية- حسين أبيش ونوري أبيش - أن تشكل الظهور الأول للعبة. ببساطة هناك كُرة تلاحقها أرجل رجال متساوي العدد، و لديهم أمنيات لإيصال الكرة إلى مرمى الآخر، إما ضمن عوارض وتحت قائم، أو ضمن مساحة يشكلها حجران متباعدان. هذا الشرح البسيط هو الذي نستطيع أن نتخيله لبداية وصول كرة القدم إلى سوريا عام 1910.
كانت كرة القدم جديدة على مجتمعات محلية تمتلك نواة تفكير أسطوري للرياضة والقوة البدنية، الكباش (مصارعة الأيدي)، واستخدام السيف والعصي، وحمل الأحجار الكبيرة، أو المصارعة بشكلها التقليدي، إضافة لألعاب ذهنية كالمنقلة، وهي لعبة تُلعب بقاعدة خشب وحصى صغيرة، وطاولة الزهر والتي كانت رائجة كثيرا. شكلت كرة القدم بالنسبة إلى السوريين انفصالا عن كامل الجسد المُستخدم في الصراعات البدنية، نحو حركة الأرجل وسرعتها، ثم السيطرة على ما يستدير بسرعة ويمضي بكرويته، ثم مقاومة صعوبة اللعب على أراضٍ غير مهيئة لسير الكرة بشكل جيد وفقا لحركة القدم.
لكن هذا بدا صعبا، خاصة أن اللباس التقليدي - السروال الواسع للرجال، يجعل الركض والنظر إلى الأرض أمرا بائسا وصعبا ومضحكا. ولأننا مجبولون على استيراد كل شيء وإتقان المتعة فيه بدت كرة القدم لعبة غريبة وغير منسجمة، لكنها مع ذلك انتشرت سريعا.