ماذا في عناق، في احتضان؟
هو قطعا أكثر من لقاء جسدين، تحديدا لأن مثل هذا اللقاء لا يعود كافيا، مما يفيض من داخل غامض وسحيق، فالاحتضان أو العناق، في أول الأمر وآخره، لغةٌ عما تعجز عنه الكلمات.
إذا كانت المصافحة باليدين، أوحتى بالمرفقين، مثلما فعلت البشرية خلال جائحة كوفيد19، هي عتبة التواصل الجسدي، فالعناق ذروة من ذرى هذا التواصل.
يذوب الصوفي – عاشقا – في الوجد، مثلما يذوب العاشق، فلا يتبقى سوى الجسد معبرا إلى ما لا يقال، وما لا يقدر صوت على إبلاغه.
وداع من طرف واحد
أما الأصوات الآتية من غزة، فتأتي مخنوقة. رجال ونساء وأطفال فقدوا أصواتهم لأنهم فقدوا الكلمات، مثلما الصراخ، مثلما الدمع.
أراهم يودّعون قتلاهم بعناق من طرف واحد. هل المُعانَق، تلك الجثة الهامدة، الممزقة في كثير من الأحيان، في كثير من المواضع، تشعر بذلك العناق؟ هل تتبادله على نحو ما؟ هل يشعر المُعانَق بهذا العناق؟