الحزب الديمقراطي ليس في أسعد أيامه، فرغم أن الاقتصاد الأميركي ينمو، وسوق الأوراق المالية في وول ستريت في أفضل حالاتها، ونسبة البطالة في أقل مستوياتها، فثمة أمر آخر يقض مضاجع الديمقراطيين، وهو انخفاض شعبية الرئيس بايدن في الكثير من استطلاعات الرأي الوطنية. أحد المخاوف الملحوظة أن 59 في المئة من الناخبين المسجلين في استطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" مع وكالة "سيينا"، أواخر فبراير/شباط الماضي، أعربوا عن وجهة نظر غير مواتية لبايدن.
يُظهر التاريخ أن المرشحين الرئاسيين يجدون صعوبة بالغة في الفوز بالانتخابات عندما يكون لدى غالبية الناخبين رأي سلبي تجاههم. وفي الاستطلاع المذكور، قال 65 في المئة من الناخبين إن الولايات المتحدة تسير في الاتجاه الخاطئ، ما يشير إلى رغبة الناخبين الكبيرة في تغيير الاتجاه، وهذا لا يبشر بالخير عادة بالنسبة للرئيس الذي يكون في البيت الأبيض. ومثل جميع استطلاعات الرأي الأخيرة، قال نحو ثلاثة أرباع الناخبين في هذا الاستطلاع إن جو بايدن أكبر من أن يكون رئيسا فعالا.
ليس من المفاجئ إذن أن تظهر جميع استطلاعات الرأي الوطنية الأخيرة أن دونالد ترمب يتقدم قليلا على بايدن بين الناخبين المحتملين، على الرغم من أن الهامش ليس كبيرا جدا، ففي استطلاع "التايمز"/سيينا، تقدم ترمب بنسبة 48 في المئة مقابل 44 في المئة لبايدن، بينما أظهر استطلاع أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أيضا في الأسبوع الأخير من فبراير حصول ترمب على 47 في المئة مقابل 45 في المئة لبايدن. وأظهر استطلاع أجرته شبكة "سي بي إس نيوز" منذ بداية مارس/آذار أن 52 في المئة من الناخبين يدعمون ترمب مقارنة بـ48 في المئة لبايدن. وتشير استطلاعات الرأي أيضا باستمرار إلى تقدم ترمب على بايدن في الولايات الانتخابية المتأرجحة، وهي أريزونا ونيفادا وجورجيا ونورث كارولينا وميتشيغان وويسكنسن وبنسلفانيا. وأشار أحد المحللين الأسبوع الماضي إلى أن تقدم ترمب في جورجيا وأريزونا ينمو بشكل مطرد، ما يجعل من الضروري جدا أن ينجح بايدن في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في ميتشيغن وويسكنسن وبنسلفانيا للحفاظ على البيت الأبيض.