سنوات الاحتيال بالعملات المشفرة لم تنته بعد

ثلاثة كتب تستكشف إخفاقات الجهات التنظيمية... وإخفاقات الصحافيين أحيانا

Sutterstock
Sutterstock
البيتكوين مجرد مقامرة

سنوات الاحتيال بالعملات المشفرة لم تنته بعد

حققت فقاعة العملات المشفرة في سنتي 2021 و2022 ثروات طائلة لقلة من الأشخاص وألحقت خسائر فادحة بكثيرين. عرضت بورصات العملات المشفرة إعلاناتها في أثناء مبارايات السوبر بول، وقدمت مصارف الظل المشبوهة الدعم لكل أنواع المؤسسات الغامضة. وروّجت مبادئ "البلوك تشين" في كل أنحاء العالم بناء على ارتفاع الأرقام. وشهدت سنة 2023 صدور العديد من الكتب التي تتابع مثل هذه الظواهر.

وكان أشهر المحتالين - مع أنه ليس الوحيد على الإطلاق - سام بانكمان فريد من بورصة العملات المشفرة "إف. تي. إكس.".

بدا أن هناك مرشحا واضحا لتقديم الرواية الفصل لفقاعة العملات المشفرة. كان مايكل لويس، مؤلف كتاب "ذا بيغ شورت" (The Big Short) الشهير، في المكان المناسب وفي التوقيت المناسب. فقد انضم إلى بانكمان فريد وبورصة "إف. تي. إكس." في أبريل/نيسان 2022، قبل انفجار الفقاعة مباشرة، وهو الأمر المحتوم لكل الفقاعات. عندما انهارت "إف. تي. إكس." في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، سُرّ العالم المالي عندما سمع أن لويس على علاقة بالقضية وانتظر بشوق تحليله الشامل للعملات المشفرة. لكن لويس وقع في حب موضوعه من خلال إصدار كتاب "الذهاب الى اللانهاية: صعود قطب أعمال جديد وسقوطه" (Going Infinite: The Rise and Fall of a New Tycoon).

الكريبتو هراء مضحك

يبدو أن لويس قرر في وقت مبكر أن يكون الكتاب قصة عبقري مالي ذي أساليب جذرية - رفض تعديل مساره حتى عندما بينت الأحداث أن الأمور تسير خلافا لما يتوقع. اجتمع ببانكمان فريد للمرة الأولى وأعجب به تماما. فأجاب صديقا كان يفكر في الاستثمار في "إف. تي. إكس."، "إفعل ذلك! بادل أسهم سام بانكمان فريد بأسهمك! إفعل كل ما يريد أن يفعله! ما الخطأ الذي يمكن أن يحدث"؟

يصور مايكل لويس العملات المشفرة بأنها هراء فاسد وسخيف بشكل مضحك، مما يجعل كل ما يحيط بها سخيفا وفاسدا، ولكن بطريقة ما، سام بانكمان فريد يظل بريئا في نظره

لم يكن من الصعب على الإطلاق معرفة أن هناك شيئا مريبا في شأن بانكمان فريد و"إف. تي. إكس.". ففي مثل مذهل، كشف بانكمان فريد من دون أن يقصد، في "بودكاست" في أبريل/نيسان 2022 مع مات ليفين من "بلومبرغ"، عن خطة العمل الخاصة بـ"ويب 3"، "زراعة العائد": تنشئ صندوقا من رموز العملات المشفرة التي ليس لها قيمة جوهرية وتبيع أسهما في الصندوق تستند إلى منحه قيمة زائفة بالدولار. صُدم ليفين لسماع ذلك: "كأنك تقول إنني أعمل في مجال "بونزي" وهو أمر جيد جدا".

غلاف كتاب "اللانهاية: صعود قطب أعمال جديد وسقوطه" لمؤلفه مايكل لويس

إن فشل لويس الصارخ، من بين جميع الناس، في اكتشاف محتال أمر مثير للحيرة. فهو يعلم أنه من المفترض أن يتمتع المحتالون بالجاذبية - مع ذلك استنتج أن هذا الرجل لا يمكن أن يكون قد سرق أموال الجميع، ولا بد من أن هناك خطأ ما. يصور لويس العملات المشفرة بأنها هراء فاسد وسخيف بشكل مضحك، مما يجعل كل ما يحيط بها سخيفا وفاسدا – ولكن بطريقة ما، سام يظل بريئا.

تتضح الخطوط العريضة للقصة الحقيقية ضمن اعتذار لويس. نشأ بانكمان فريد بوصفه طفلا يشارك في مخيمات الرياضيات، ودرس الفيزياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وعمل متداولاً في شركة "جين ستريت كابيتال". وهناك، انخرط في ثقافة "الإيثار الفعال" الخيرية الكمية. أنشأ بانكمان فريد وتارا ماك أولاي، التي التقى بها في "مركز الإيثار الفعال"، صندوق التحوط للعملات المشفرة "ألاميدا رسيرتش" في سنة 2017 ووظفا فيه زملاءهما من مركز الإيثار الفعال الذين ليس لديهم خبرة في التداول.

تكبّدت الشركة خسارة كبيرة على الفور. ولم يعد بانكمان فريد يعرف أين أصبحت أصول "ألاميدا". غادر جميع الموظفين تقريبا - باستثناء الفريق الأساسي المكون من كارولين إليسون وغاري وانغ ونيشاد سنغ - الذين ظلوا مع بانكمان فريد خلال تأسيس "إف. تي. إكس." في سنة 2019 حتى نهايتها في سنة 2022.

بانكمان كاذب خائن... ولويس يدافع عنه

يصف لويس جرائم بانكمان فريد بعبارات ملطفة: "المضاربون الذين يرغبون لأسباب مختلفة في تجنب الكشف عن أنفسهم في البورصات العامة... والعملاء الذين لا يريدون أن يعرف أحد من هم". بعبارة أخرى، كانوا يغسلون الأموال، وهذا ما أدين به بانكمان فريد لاحقا. بل إن شركة "جنيسس بلوك" التابعة لشركة "ألاميدا" عرضت خدمات تشفير دون رخصة مباشرة بين المتداولين في هونغ كونغ في مقابل أموال طائلة.

يسخر لويس بشكل مناسب من "الإيثار الفعال" ومدى كونه عذرا للسلوك السيئ لأنك تمتلك المال. لكنه يواصل وصف مليارات الدولارات التي يتحدث بانكمان فريد عن التبرع بها بأنها "أموال سام". وقبل أشهر من نشر كتاب "الذهاب إلى اللانهاية" (Going Infinite)، جاءت الاعترافات بالذنب من بقية الفريق التنفيذي لشركة "إف. تي. إكس." بأنها أموال العملاء، وليست أموال سام – وقد أدين بانكمان فريد بسرقتها.

لا يسع حتى الصحافي الوصولي إلا أن يعري صناعة العملات المشفرة

كانت لبورصة "إف. تي. إكس."/شركة ألاميدا رموز تشفير خاصة بها، "إف. تي. تي."، أصدرتها في سنة 2019 لتمويل "إف. تي. إكس.". وقد أخذ لويس بكلام بانكمان فريد بأن الاحتفاظ بكميات كبيرة من "إف. تي. تي." في احتياطيات "ألاميدا" كان فكرة معقولة - وليس القرار الذي أدى بالضبط إلى القضاء على بورصة "إف. تي. إكس.".

في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، نشر إيان أليسون من شركة "كوين ديسك" مقالا عن الميزانية العمومية لشركة "ألاميدا" يُظهر أن جزءا كبيرا من احتياطياتها كان من رموز "إف. تي. تي." أكثر مما يمكن أن تستوعبه السوق، مقيّما بسعر السوق بالدولار. فأدركت السوق أن تلك كانت محاسبة زائفة لا معنى لها، وسحبت الأموال بأسرع ما يمكن بينما كان لا يزال هناك بقية منها. وكرر لويس رد "إف. تي. إكس." على وثيقة أليسون باعتبارها "ليست أكثر من مصلحة في الإثارة" – مع أنها القنبلة التي أسقطت بورصة "إف. تي. إكس.". ولكن لا يسع حتى الصحافي الوصولي إلا أن يعري صناعة العملات المشفرة

ثمة نمط في كتاب "الذهاب إلى اللانهاية": بانكمان فريد يكذب، أو يخون الناس، أو يتسبب في كارثة، كل من حول بانكمان فريد - بمن فيهم لويس نفسه! - يصف سام بأنه كاذب لا يمكن الوثوق به، ويحاول لويس تقليل الأمر باعتباره تافها. الآن يقبع بانكمان فريد في زنزانة، وقد رأى الجميع أن ذلك سيحدث باستثناء لويس.

البيتكوين للتهرب من القوانين

نظر الآخرون إلى "أف. تي. إكس." والعملات المشفرة بمزيد من السخرية. كانت التغطية الإعلامية للعملات المشفرة إيجابية على العموم إلى أن شكل انهيار "تيرا لونا" في مايو/أيار 2022 نهاية الفقاعة، ثم صارت سلبية على الفور.

لكن العديد من الصحافيين توصلوا إلى القصة الصحيحة في وقت مبكر. ألّف مراسل "بلومبرغ" زيك فوكس كتاب "رقم يتصاعد: داخل الصعود الجامح للعملات المشفرة وسقوطها المذهل" (Number Go Up: Inside Crypto's Wild Rise and Staggering Fall) بأسلوب الكتابة المتحفظ للتقارير المالية، لكن الغضب يتجلى فيه بوضوح. فعناوين الصحف المالية تتحدث عن ارتفاع الأرقام، لكن فوكس يسلط الضوء على التكلفة البشرية للفشل في التحقيق في الاحتيال.

غلاف كتاب "الأرقام تتصاعد: داخل الصعود الجامح للعملات المشفرة وسقوطها المذهل"، المؤلف زيك فوكس

ما هي البيتكوين؟ إنها قيد في موازنة مشتركة لا يتحمل أحد مسؤولية قانونية عنه. ويشرح فوكس ماهية البيتكوين، بالإضافة إلى أنواع الأشخاص الذين يرغبون في نقل الأموال بعيدا من أنظار الحكومات: إنهم بعض دعاة الليبيرالية المخلصين، ولكن غالبيتهم العظمى من المحتالين. فالفائدة الأساسية للعملات الرقمية هي القدرة على التهرب من القوانين.

كانت أكثر حالات الاستخدام غير المضر للعملات المشفرة في فقاعة سنة 2021 اختيار شركات رؤوس الأموال الاستثمارية وصناديق التحوط للمستثمرين الأفراد، واستغلال آمالهم ويأسهم. لكن حالات الاستخدام الأخرى كانت أسوأ بكثير: "في النهاية، وجدت نفسي في كمبوديا، أحقق في كيفية استخدام العملات المشفرة في تمويل مخطط واسع النطاق للاتجار بالبشر يديره رجال عصابات صينيون".

صندوق "تيثر" كان بمثابة الفيش في كازينو العملات المشفرة، ووجد تجار المخدرات وتجار البشر والدول الخاضعة للعقوبات أن عملات "تيثر" مفيدة للغاية

يوثق كتاب "رقم يتصاعد" فقاعة العملات المشفرة - "أعظم هوس مالي شهده العالم على الإطلاق" - من خلال عدسة شركة "تيثر ليميتد إنك"، المصدرة "للعملة المستقرة" التي تحمل الاسم نفسه (ستيبل كوين) والمدعومة بالدولار على نحو مريب.

صندوق "تيثر" للمقامرة

في مايو/أيار 2021، كلفت "بلومبرغ" فوكس التحقيق في "تيثر"، وهو صندوق يُزعم أنه بقيمة 55 مليار دولار ويضم 13 موظفا فحسب من دون أي تنظيم فعلي. ويقوم "تيثر" من الناحية الوظيفية بدور البنك المركزي الخفي للعملات المشفرة، الذي يتدخل في كل شيء. أجرى فوكس تحقيقاً ميدانياً جعل فيه مرتكبي مختلف عمليات الاحتيال المرتبطة بالعملات المشفرة يدينون أنفسهم بأنفسهم.

رويترز
نماذج لأبرز العملات المشفرة :Bitcoin, Etherum, Litecion, Ripple

كان العامل الجاذب الحقيقي لـ"تيثر" أنه كان بمثابة الفِيَش في كازينو العملات المشفرة. إذا كنت تريد إجراء صفقات كبيرة دون الخضوع للرقابة التنظيمية المرهقة التي ينطوي عليها نقل مئات الملايين من الدولارات الفعلية بين أوكار المقامرة الخارجية المشبوهة، فإنك تستخدم عملات "تيثر": "ما إن تظهر العملة في العالم، حتى يمكن تحويلها بشكل مجهول المصدر بإرسال رمز فحسب". وقد وجد تجار المخدرات وتجار البشر والدول الخاضعة للعقوبات أن عملات "تيثر" مفيدة للغاية.

في مؤتمر "بيتكوين ميامي 2021"، أعلن رئيس السلفادور، نجيب بوكيلة، فشل خطة البيتكوين في السلفادور. وكانت شركة "تيثر" منخرطة بشكل عميق في هذا الأمر أيضا، حتى أنها صاغت قوانين تمكن الحكومة من استثمار الأموال العامة في العملات المشفرة. زار فوكس موقع مدينة بيتكوين ذات الطابع التحرري التي خطط لها بوكيلة. وسواء كانت عملة قانونية أم لا، لم يتمكن فوكس من العثور على متجر في السلفادور يقبل عملة البيتكوين.

"دعهم يأكلون العملات المشفرة"

غطى فوكس أجزاء أخرى من فقاعة 2021: مخطط أكسي إنفنيتي "للعب من أجل الربح"، حيث تعقب آرثر لابينا، وهو الرجل الذي قام بنشر أكسي إنفنيتي للمرة الاولى في الفيليبين وأصبح مفلسا الآن؛ ومجموعة "بورد إيب يخت كلوب إن. إف. تي." (Bored Ape Yacht Club NFT)، التي روج لها مشاهير مثل جيمي فالون.

أكد فوكس أن تقنية "البلوك تشين" ليست سحرية؛ وأن العملات المشفرة ما هي إلا منصة جديدة لعمليات الاحتيال المفهومة جيدا. وقد بدأ كتاب "الأرقام تتصاعد" وانتهى بالسخرية من العملات المشفرة لأن هذا هو الموقف الصحيح بشكل جلي، وكل ما تبقى مجرد أعذار يقدمها المحتالون. وبعض الأشياء غبية بالفعل كما تبدو عليه.

نشأت عملة البيتكوين في أوساط الجناح اليميني المتطرف لدعاة التحرر والرأسمالية الفوضوية

لكن ماذا عن التكنولوجيا؟ تبين أن ذلك ليس عظيما أيضا. يدرس بيت هوسون التنمية الدولية في جامعة نورثمبريا. وقد واجه هوسون تقنية "البلوكتشين" للمرة الأولى في إطار مخطط لتعويض انبعاثات الكربون. فتحمس للوعود التي قدمها المروجون عن إمكانات "البلوك تشين". بل صمم عملة مشفرة تسمى "كوست كوين" لمكافأة العلماء.

ولكن كلما تعمق في الأمر، اتضح له خواء هذه التقنية: "عندما نقتنع بأن شيئا ما ثوري، لكننا لا نفهمه تماما، نختار في الغالب التكرار الآمن للمقتطفات الرنانة والروايات المعقولة".

يستعرض كتاب هوسون "دعهم يأكلون العملات المشفرة: خدعة البلوكتشين التي تدمر العالم" (Let Them Eat Crypto: The Blockchain Scam That's Ruining the World) الجغرافيا السياسية للعملات المشفرة و"البلوكتشين": "ما الذي تفعله تجارب العملات المشفرة والبلوكتشين بالناس والأماكن".

غلاف كتاب بيت هوسون "دعهم يأكلون العملات المشفرة: خدعة البلوك تشين التي تدمر العالم"

لا تقتصر انتقادات هوسون على العملات المشفرة فحسب، وإنما أيضا على المحتالين الذين يروجون لتقنية البلوكتشين بوصفها حلا لأي مشكلة اجتماعية.

انهارت العملات المشفرة في سنة 2022 بسبب "ثقل الاحتيال الهائل". لكنها تراجعت بالطريقة نفسها في سنتي 2018 و2014. بدأ الترويج لتقنية "البلوكتشين" الخاصة بالمؤسسات، التي يُفترض أنها انفصلت عن عمليات الاحتيال، للمرة الأولى من قبل مؤيدي البيتكوين في مجموعة مصالح "البلوكتشين" الداخلية في "جي. بي. مورغان" أواخر سنة 2014. 

نشأت عملة البيتكوين في أوساط الجناح اليميني المتطرف لدعاة التحررية والرأسمالية الفوضوية. ويوثق هوسون الفرع الغريب لتقنية "البلوكتشين" الخاصة بالمؤسسات الذي يعد بأن هذا المشروع التحرري يمكن أن يعزز القضايا الاجتماعية.

إقرأ أيضا: عملة "بريكس" أضغاث أحلام

لم تكن تقنية "البلوك تشين" تتعلق بالتكنولوجيا قط. بل كان علماء التكنولوجيا في الغالب أصحاب أعلى الأصوات الذين يصفونها بأنها الدواء لكل داء فيما هي ليست لها قيمة تذكر. وكان المنبهرون هم من لم يفهموا التكنولوجيا وإنما انجذبوا إلى الوعود بأن التكنولوجيا يمكن أن تحقق الأعاجيب. كان الجانب المالي يهتم بارتفاع الأرقام فحسب؛ واستمعت القضايا الاجتماعية إلى الوعد بتحسين الكفاءة التنظيمية مجانا. لكن كل من يبيعك السحر يسعى لسرقتك بينما أنت منهمك بمشاهدة العرض. 

من الكتاب المقدس إلى ترويج العملات المشفرة

من أعظم الجهات المروجة لتقنية "البلوك تشين" للخير الاجتماعي، مبادرة العملة الرقمية لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا - التي اتفق أيضا أنها تمول مطوري البيتكوين. شنت المبادرة وزملاؤها من مروجي "البلوك تشين" هجوما على مختلف الأصعدة: افتراس المجتمعات الضعيفة حول العالم؛ والتستر على تبديد الطاقة لتعدين العملات المشفرة تحت غطاء أنه صديق للبيئة؛ تقديم أنفسهم بأنهم ينقذون الناس من حكوماتهم الضعيفة ليتمكنوا من الدخول والاستعمار. السلفادور هي المثل الأكثر شهرة، لكن مروجي العملات المشفرة استهدفوا أيضا بالاو وبابوا غينيا الجديدة وجمهورية أفريقيا الوسطى. ويُزعم أن روسيا حاولت غسل الأموال من طريق العملات المشفرة في جمهورية أفريقيا الوسطى.

جندت بورصات العملات المشفرة الفقراء باعتبارهم "سفراء"، ودفعت لهم عمولة مقابل الاشتراك. واستهدفت المخططات الشباب والسذج

تحول المبشرون المسيحيون في أميركا الجنوبية والوسطى بسهولة من الكتاب المقدس إلى ترويج العملات المشفرة على طريقة الاحتيال على المجتمعات التابعة لهم. وقد وعدوا بالتحرر الاقتصادي من طريق عملاتهم البديلة، أو أنهم سيوفرون خدمات مصرفية لمن لا يملكون حسابات مصرفية من دون أي خطة متماسكة.

جندت بورصات العملات المشفرة الفقراء باعتبارهم "سفراء"، ودفعت لهم عمولة مقابل الاشتراك. واستهدفت المخططات الشباب والسذج - وكتب هوسون: "في فصولي الدراسية، أسمع قصصا كل أسبوع تقريبا من الطلبة حول إستراتيجياتهم الاستثمارية الفاشلة في العملات المشفرة، التي شملت أحيانا أقساط قروض الطلبة بأكملها". 

كان زملاء أصحاب البيتكوين من دعاة التحررية أهدافا أيضا، إذ أقنعوا بمخططات إنشاء مدينة ذات سيادة لمستخدمي البيتكوين، سواء حصل المروجون على الحقوق القانونية أم لم يحصلوا عليها: مدينة البلوك تشين في نيفادا، وجزيرة ساتوشي في فانواتو، وكريبتو لاند في فيجي، ومملكة العملات المشفرة بيتكوينتوبيا في ولاية يوتا. ووعدت السفينة "إم. إس. ساتوشي" بتقديم المزايا نفسها لـ"المستوطنة البحرية"، وهي منطقة عائمة ذات ولاية قضائية بحرية – لكنها عادت الآن للعمل كسفينة سياحية باسم "سي. أمبيانس".

إن كلمة "اللامركزية" لا تعني اللامركزية التشغيلية، وإنما تعني جدار حماية قانونيا لحماية المشغلين. والخطة هي دائما "تعزيز السلطة بدلا من إعادة توزيعها".

يدعوكم هوسون إلى الانتباه لمن يوجد خلف الستارة عندما يقدم مروجو تقنية البلوك تشين لحكومتكم مخططا مثيرا وجذريا. ويرسم فوكس صورة مقربة قاتمة لمن يوجدون خلف الستار. ويحاول لويس تصويرهم بأنهم أخيار، على الرغم من كل الأدلة. وقد خيّب المنظمون أمل الجمهور بعدم كبح جماح العملات المشفرة في أعقاب فقاعة البيتكوين في سنة 2017، ويجب ألا يفوتوا الفرصة مرة أخرى.

font change

مقالات ذات صلة