مهما تنوّعت إصدارات الروائي والباحث والصحافي الفلسطيني أسامة العيسة، تبقى فلسطين حاضرة في أعماله، بدءا من مجموعاته القصصية التي سجلت بداية تجربته الأدبية عام 1984، ثم رواياته السبع ومنها "وردة أريحا" و"قط بئر السبع" و"مجانين بيت لحم" التي أهلته للحصول على جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب عام 2015، في حين وصلت روايته الأخيرة "سماء القدس السابعة" إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 2024.
ما بين إصدار أدبي وآخر كان العيسة حريصا على تقديم فلسطين بمنظور تاريخي وبحثي وأصدر كتبا عدة من بينها "ظله على الأرض: ألقاب حكام مسلمين في رقوم مقدسية" و"مخطوطات البحر الميت: قصة الاكتشاف". هنا حوار معه.
- وصلت روايتك "سماء القدس السابعة" إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، فهل ترى أن هذا الترشح جاء نتيجة مقاومة من نوع مختلف؟
لا أحب أن تكون لديَّ ادعاءات كبيرة أحمّلها للعمل الأدبي. أعتقد أن أي عمل أدبي عليه تقديم نفسه كأدب دائما، لكن لو حدَّثت شخصا عن يوميَّات الكتابة والحياة في ظل الاحتلال، ربما اعتُبر ذلك بطولة.
أعيش في مخيم الدهيشة الذي يتعرض منذ عقود لاقتحامات نهارية وليلية، واعتقالات وشهداء وجرحى ودهم منازل وحظر تجوال كان يستمر أحيانا في المرة الواحدة، أكثر من ستة أشهر. هناك أمر يتعلق بالتعود، ولا تستثنى الكتابة من ذلك. يرتقي مثلا شهيد أعرفه أو أعرف والديه، وبعد الجنازة والحزن، يكون عليَّ ايجاد أي مكان أجلس فيه لأكتب حكاية الدم الراحل. الكتابة ذاتها، في مختلف ظروفها تعتبر مقاومة، ليس فقط بالمعنى الوطني الذي يشمل الدفاع عن الأرض المغتصبة، لكن أيضا هي ديناميكيات الكاتب الدفاعية عن ذاته الإبداعية في مجتمعات ليست الكلمات من أولوياتها. كل ليلة، أُخبئ الحاسوب المحمول، تحسبا لاقتحام منزلي، وحتى لا يصادر وتذهب معه كتابات.