"المجلة" تبدأ نشر محاضر اجتماعات سرية بين نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام ومسؤولين وقادة عرب، وقطبين أساسيين في المعارضة العراقية، هما: رئيس "الاتحاد الوطني الكردستاني" جلال طالباني، ورئيس "الحزب الديمقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني.
وقد سربت سابقا معلومات وقيلت تصريحات عن تفاصيل ومواعيد إبلاغ أميركا لطالباني وبارزاني بموعد الغزو، وجولتهما السرية إلى مقر "وكالة الاستخبارات الأميركية" (سي آي إيه) بداية 2002، لكنها المرة الأولى التي تنشر فيها وثائق تخص الخطط الأميركية، وتكشف قيام وفد من "سي اي ايه" بزيارة كردستان العراق في فبراير/شباط 2002، قبل زيارة طالباني وبارزاني الى مقر الوكالة الأميركية، ثم اسراع طالباني بزيارة دمشق لابلاغها بـ "السر الكبير".
كما تكشف الوثائق كيفية تعاطي أميركا مع ايران، اذ ابلغوا طالباني: "نحن لسنا ضد إيران، ولنا معها مصلحة مشتركة، وهي إسقاط صدام، كما كانت مصلحتنا مشتركة في إسقاط طالبان، بشرط أن لا تتدخل إيران في العراق. لا مانع أن يتدخلوا عن طريق أصدقاء لهم أو عن طريقكم". كما اشار طالباني الى تزويد طهران للمعارضة بالتدريب والسلاح الثقيل:
إقرأ المزيد: - وثائق سرية عن اسقاط صدام... واتفاق خامنئي- الأسد على تحويل العراق "فيتنام جديدة"
في 9 يوليو/تموز 2000، استقبل خدام طالباني، لدى عودته من واشنطن ولقائه آل غور نائب الرئيس الأميركي (بيل كلينتون)، بـ"حفاوة"؛ حيث "قال لي إنه سيقدم لنا مفتاح بغداد، وإن أميركا ستناضل معنا لإسقاط صدام حسين وتخليص العراق منه"، حسب محضر لقاء طالباني-خدام. ومن الصدف، أن طالباني أصبح رئيسا للعراق بعد التغيير في 2003.
وفي نهاية 2002، خلال زيارة لي إلى كردستان العراق شملت لقاءات مع زعيمي "الحزب الديمقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني، و"الاتحاد الوطني الكردستاني" جلال طالباني، قال الأخير أكثر من مرة إنه لا يريد أن يكون رئيسا لإقليم كردستان "بل رئيسا للعراق"، وهذا ما حصل بعد التغيير في بغداد.
في العودة إلى لقاء خدام وطالباني، قال الأخير: "آل غور قال: نحن نريد إزاحته ونحن مع الشعب العراقي، والشعب العراقي شعب عظيم وأنه حالما يتخلص من صدام سنسعى إلى تخليصه من القيود ومن الحصار والعقوبات. وبالنسبة لحماية المنطقة الكردية، أضاف غور: ستستمر هذه الحماية وستبقى. ثم أكد أن هناك ضغطا واقعا بالفعل في موضوع (رفع) الحصار".